ولعل الترمذي حسَّنه لشواهده الكثيرة، وليس لتقويته للإفريقي، إذ إنه لم يحسّن حديث: "من أذَّن فهو يقيم" عن زيادة بن الحارث الصدائي، وقال عقبه: "وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي، والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث، ضعَّفه يحيى ابن سعيد القطان وغيره، وقال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي". قال: "ورأيت محمد بن إسماعيل يقوّي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث".
"سنن الترمذي" (1/ 384).
(11) رواه ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 17 - باب افتراق الأمم، (رقم 3993)، (2/ 1322).
وابن أبي عاصم في "السنة": 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 64)، (1/ 32).
من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو، حدثنا قتادة، عن أنس.
وهشام: روى له الستة إلا مسلمًا، ووثقه ابن معين وغيره، وقال العجلي: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "لما كبر هشام تغيَّر، فكل ما دُفع إليه قرأه، وكل ما لُقِّن تلقَّن"، وقال ابن حجر: "صدوق".
"التهذيب" (11/ 51)، "التقريب" (2/ 32).
والوليد بن مسلم: هو القرشي، أبو العباس الدمشقي: ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، وذكر أبو مسهر والدارقطني أن أكثر تدليسه عن الأوزاعي - وهو شيخه هنا-.
وأبو عمرو: هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: ثقة جليل.
"التقريب" (1/ 493).
وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي: ثقة، ثبت، لكنه مدلِّس، من الطبقة الثالثة.
انظر: "الميزان" (3/ 385)، "التقريب" (2/ 123)، "تعريف أهل التقديس" (ص 102).
- فهذا الحديث -بهذا الإسناد- ضعيف؛ لأن الوليد بن مسلم يدلّس تدليس التسوية، وهو أن يسقط ضعيفاً بين ثقتين، وهو شر أنواع التدليس، فلا يقطع باتصال السند إلا إذا صرح هو ومن فوقه من الرواة بالتحديث، وها هنا لم يصرِّح قتادة، مع أن قتادة نفسه مدلس.
- ولكنه حسنٌ بشواهده:
- ورواه الخطيب من طريق أخرى عن الوليد في "شرف أصحاب الحديث": 7 - قوله:"ستفترق أمتي"، رقم (41)، ص (24).
- وذكره الجورقاني في "الأباطيل": 4 - كتاب الفتن، 1 - باب افتراق هذه الأمة، برقم (284)، (1/ 303) معلقاً إلى الوليد.
- والحديث جاء عن أنس من طرق أخرى كثيرة:
- أ- فرواه اللالكائي في: سياق ما روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحث على اتباع الجماعة، برقم (148)، (1/ 100)، وهو من طريق الأوزاعي، أن يزيد الرقاشي حدَّثه، أنه سمع أنس بن مالك: (فذكره نحوه).
- وكذلك أخرجه قوَّام السنة الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة":فصل في ذكر الفرقة الناجية، القسم الأول، رقم (18)، ص (26).
- ويزيد: هو ابن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
- انظر: "التهذيب" (11/ 309)، "التقريب" (2/ 361).
- ب- ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 120) من طريق وكيع، حدثنا عبد العزيز –يعني: الماجشون-، عن صدقة بن يسار، عن العميري، عن أنس، بنحوه.
- ورواته ثقات، عدا العميري.
- قال الشيخ الألباني:"والعميري هذا لم أعرفه، وغالب الظن أنه محرَّف من (النميري)، واسمه زياد بن عبد الله، فقد روى عن أنس، وعنه صدقة بن يسار، وهو الذي روى هذا الحديث عنه، فالنميري ضعيف، وبقية رجاله ثقات".
"سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم (204) (1/ 3/16).
وانظر في ترجمة النميري هذا: "التهذيب" (3/ 378)، "الكامل" (3/ 1044).
فإن كان هو؛ فالإسناد –أيضاً- ضعيف.
جـ-ورواه الإمام أحمد أيضاً من حديث حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بنحوه: (3/ 145).
وحسن: هو ابن موسى الأشيب، ثقة.
انظر:"التهذيب" (2/ 323)، "التقريب" (1/ 171).
وابن لهيعة: سبق الكلام فيه في الرسالة الأولى، وأن رواية العبادلة عنه مقبولة –حسب-.
وخالد بن يزيد: هو الجمحي، وهو ثقة.
انظر: "التهذيب" (2/ 139)، "التقريب" (1/ 220).
وسعيد بن أبي هلال: وثقه ابن سعد، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم، وضعفه ابن حزم بغير حجة، وذكر الساجي عن الإمام أحمد أنه اختلط، وقال ابن حجر: "صدوق"، وقال الذهبي:"ثقة، معروف، حديثه في الكتب الستة".
انظر: "التهذيب" (4/ 94)، "التقريب" (1/ 307)، "الميزان" (2/ 162).
ولكن روايته عن أنس مرسلة؛ كما في "التهذيب"، وروايته هنا عن أنس.
فهذا مرسل ضعيف؛ لحال ابن لهيعة.
¥