تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبلفظ: «تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة إني أعلم أهداها الجماعة» رواه الديلمي: السابق ــ 2/ 64. وإسناده كما نقله الشيخ الكوثري ــ في تقديمه لكتاب التبصير في الدين للإسفراييني ــ من مسند الفردوس، من طريق أبي إسماعيل حفص بن عبد الله الأيلي، عن مسعر، عن سعد بن سعيد، عن أنس. انظر مقدمات الكوثري ــ ص 115. وأحسب أن في اسم والد حفص الأيلي تصحيفا أو خطأ من الطابع، فالصواب: أبو إسماعيل حفص بن عمر بن دينار الأيلي .. حدث عن مسعر بن كدام، وشعبة، وثور بن يزيد، وهم من الحفاظ الكبار؛ لكنه متهم بالكذب والتلفيق .. قال ابن حبان في ترجمته بكتاب المجروحين ــ 1/ 258: يقلب الأخبار، ويلزق بالأسانيد الصحيحة المتونَ الواهية، ويعمد إلى خبر يعرف من طريق واحد فيأتي به من طريق آخر لا يعرف. وانظر ترجمته في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ــ ص 223. وفي لسان الميزان لابن حجر 2/ 324.

وقال المحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (ت1162هـ): ورواه الشعراني في الميزان من حديث ابن النجار وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: «ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة». وفي رواية عند الديلمي: «الهالك منها واحدة قال العلماء هي الزنادقة» .. انظره: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ــ 1/ 150. ط مؤسسة مناهل العرفان ببيروت، ومكتبة الغزالي بدمشق (ب ــ ت). ولم أجد هذه الرواية عند الشيخ أبي المواهب الشعراني وقد راجعت كتابه الميزان في نسختيه المطبوعتين بمصر: الموجزة بعنوان «ميزان الخضرية» المطبوعة بهامش كتاب «رحمة الأمة في اختلاف الأئمة» للعلامة صدر الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني. ط1،المطبعة الميرية ببولاق مصر المحمية 1300هـ، وهي التي يحكي فيها تفصيلَ تلقيه الميزان عن الخضر ــ عليه السلام ــ مناما. والنسخة المطولة المبسوطة بعنوان «الميزان الكبرى» بتصحيح الشيخ حسن العدوي الحمزاوي، والمطبوعة بمحروسة مصر المحمية بالمطبعة الكستلية 1279 من الهجرة النبوية. وهي التي ألفها الشعراني استجابة لرغبة عدد من علماء المذاهب الأربعة بمصر، حينما سألوه إيضاح الميزان المذكورة في مؤلفه الأول بعبارة أوسع، وإيصال معرفتها إلى قلوبهم ذوقا من غير سلوك في طريق الرياضة على قواعد أهل الطريق، كما اشترط الشعراني على من أراد أن يدرك صحة ميزانه في تصحيح أقوال المجتهدين وبيان استمدادها جميعا من عين الشريعة .. راجع مطبوعة النسخة الثانية ــ 1/ 9، 10. وقد طبعت «الميزان الكبرى» للمرة الثانية وبهامشها كتاب «رحمة الأمة في اختلاف الأئمة» بتصحيح الشيخ إبراهيم بن الشيخ حسن الفيومي، على نفقة الشيخ أحمد علي المليجي الكتبي. ط المطبعة العامرة الشرفية بشارع الخرنفش من مصر العزيزية 1318هـ.

وإذا كان الشيخ العجلوني قد طالع نسخة خطية غير ما رجعت إليه، ورأى بمتنها وهامشها ما ذكر؛ فبإمكاننا أن نتصور أن الشعراني أورد الروايتين: رواية «كلها في النار إلا واحدة»، ورواية «كلها في الجنة إلا واحدة»، ثمَّ وَفَّقَ بينهما وَفْقَ ميزانه في الجمع بين الأحاديث وتصحيح أقوال المجتهدين، بأن الرواية الأولى من باب التشديد باعتبار مبدأ المصير، والثانية من باب التخفيف باعتبار المآل وختام المصير للموحدين من أمة محمد ــ صلى الله عليه وآله وسلم. وإذا أبعدنا النجعة فسنقول: نحسب أنه أورد رواية «كلها في الجنة إلا واحدة» منفردة للتدليل على قوله بصحة جميع أقوال المجتهدين التي تصدر في رأيه عن عين الشريعة الواحدة.

والحق أننا في صنعة علم الحديث لا نستطيع أن نقبل في يسر رفع رواية «كلها في الجنة إلا واحدة وهي الزنادقة» من طريق أنس بن مالك، وأحسب أنه هو ابن النجار فيما عزاه العجلوني للحاكم ولم أجده أيضا مع استفراغ الجهد والاستعانة ببرامج الحاسب الآلي الحديثية؛ فلعله يقصد رواية للحاكم في غير المستدرك. وقد روي عن أنس من طرق خلاف ذلك كما تقدم. وقال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في ترجمة معاذ بن ياسين الزيات في لسان الميزان ــ 6/ 65، 66: أخرج العقيلي حديثه (في كتابه: الضعفاء ــ 4/ 201، 202 في ترجمة معاذ أيضا) من رواية موسى بن إسماعيل الحلي، عنه، عن أبرد بن أشرس، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير