تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه مدارسة

فنحن نبحث عن الحق ولا يثرب بعضنا على بعض لأن غايتنا هي اثبات كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفي ما لم يصح عنه

وما كان عندي من صواب فالحمد لله والخطأ نتدارسه للوصول للحق

والله اعلم وأحكم

.

ـ[ابوخالد الإماراتي]ــــــــ[27 - 08 - 02, 05:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد ...

إن الخلاف الذي وقع فيما يتعلق بهذا الحديث خلاف يجلي لنا بوضوح مدى

التباين المنهجي بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها،

فالمتقدم يراعي السماع والمجالسة والفهم، كما قال الحاكم: (في معرفة

الحديث ص59) وهو بصدد تعليل بعض الأحاديث التي تداولها الثقات

، قال: ((إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف بالفهم والحفظ

وكثرة السماع))، والمتأخر لا يراعي إلا ثقة الراوي فحسب وكأن الثقة

معصوم من الخطأ، والعجب العجاب! أن تجد أناسا بعد هذا الواقع من

التباين المنهجي أن يقول لا فرق ولا تباين بين المتقدمين والمتأخرين في

الصناعة الحديثية، وما أحسن قول الحافظ ابن رجب، حيث قال وهو بصدد

حديث اتفق أئمة الحديث من السلف على إعلاله، واغتر بعض المتأخرين

بظاهر إسناده،

قال: ((هذا حديث؛ مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على

أبي إسحاق ... وأما الفقهاء المتأخرون، فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله، فظن

صحته، وهؤلاء؛ يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح، ولا يتفطنون

لدقائق علم علل الحديث، ووافقهم طائفة من المحدثين المتأخرين؛ كالطحاوي والحاكم والبيهقي)) فتح الباري له (1/ 362).

فالحفاظ رحمهم الله إنما استحقوا تسليم زمام الأمر في التصحيح والتعليل لهم

لما ميزهم الله عن غيرهم من الحفظ والفهم والمعرفة، فهم يعرفون رواية

المحدث وتلاميذه ويميزون ما سمع المحدث من شيخه وما لم يسمعه، وكتب العلل تزخر بذلك.

ورحم الله الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فقد ألف كتابا عنون له بـ

(أحاديث معلةظاهرها الصحة)، وأذكر هنا كلاما له ذكره وهو بصدد الرد على بعض

المتأخرين عندما أراد أن يصحح حديثا أعله نقاد الحديث فقال رحمه الله:

((رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فالحفاظ يحفظون حديث المحدث،

وحديث شيوخه، وحديث تلاميذه، فهم يعرفون وهم الشيخ، وهذا بخلاف

الباحث العصري فهو لا يحكم إلا بما عنده من السند فلا مقارنة بين باحث عصري وبين حافظ من المتقدمين. المصدر نفسه (ص: 186).

وبعد، فإن الحفاظ لا ينكر عليهم إلا من ليس من أهل الصنعة و من لم يراع دقائق علم العلل.

فهاهو الحاكم رحمه الله يبين لنا ذلك كما في كتابه العظيم (معرفة علوم

الحديث /ص:18)، بعد أن ساق إسنادا كالشمس رواته كلهم ثقات، قال:

حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا الحسن بن عبدالأعلى

الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن واسع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال نادما ...... الحديث.

قال رحمه الله: هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته وسنده وليس كذلك فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن واسع، ومحمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح ..... الخ

فهنا يتجلى لنا أن من لم يكن من أهل الصنعة لا يحكم على الحديث إلا بظاهر إسناده، والعجب! أنه يتعقب أهل الصنعة وأهل التخصص.

وبعد هذا هل لمتأخر أن يتعقب أبا حاتم وأحمد لتعليلهم هذه الرواية بمجرد ظاهر السند؟

ولقد ذكر ابن رجب رحمه الله عن محمد بن نصر المروزي أنه قال: (ليس لهذا الحديث إسناد يحتج به) جامع العلوم والحكم

وفي الأخير أريد أن أسأل سؤالا من الذي يعرف سنة النبي صلى الله عليه وسلم من غيرها بعد الصحابة رضوان الله عليهم؟

أليسوا هم النقاد الحفاظ الأفذاذ!

أقول: لقد سبقنا بالإجابة الحافظ المتأخر السائر على منهج المتقدمين ابن رجب الحنبلي (في كتابه شرح العلل ص:808) قال: (فهؤلاء هم العارفون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، وهم النقاد الجهابذة الذين ينتقدون الحديث انتقاد الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مما دلس به)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير