ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:49 م]ـ
الأخ الكريم أفهم ذلك ولكن إئذن لي بهذه المقدمة، ثم انتظر ردودي إلى أن تكتمل فنظراً للطول أحتاج إلى عدة جلسات حتى أجمع المادة وأهيئها للنشر، الرد التالي فيه كلام عن رواية البخاري وإن كان ما فيه كذلك يصلح لغيره ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:50 م]ـ
قال الأخ الفاضل خالد بن عمر:
" أن رواية ابن مسعود التي عند عبد الله بن أحمد في السنة وأخرجها من طريقه الطبراني فيها اختلاف والصواب أن هذا اللفظ غير صحيح فيها والله أعلم”
قلت: بل الصواب أنه لفظ ثابت صحيح أثبته الحفاظ كالإمام البخاري عليه رحمة الله، ولم أر من الحفاظ من قال بشذوذها أو عللها، بل ما ينقل عن الإسماعيلي يشير إلى صحتها، غير أنه يرى اللفظة الأخرى أصح منها والذي يظهر أن هذا محل نظر.
قال ابن حجر –عليه رحمة الله- في الفتح 8/ 664: " ووقع في هذا الموضع يكشف ربنا عن ساقه وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال في قوله عن ساقه نكرة ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ يكشف عن ساق قال الإسماعيلي هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة" فتبين أن الإسماعيلي قال في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق) وهذا معنى عبارة ابن حجر (عن ساق نكرة)، قال هذه أصح، وأفعل التفضيل يدل على أن الرواية اللفظة الأخرى عنده صحيحة، بخلاف ما لو قال: هذا هو المحفوظ، أو شذذ الأخرى.
كما أن الذي يظهر أن الكلام الذي ذكره الحافظ بعد ذلك وهو: " لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء" هو من كلام الحافظ وتعليقه على عبارة الإسماعيلي.
وذلك لسببين:
الأول: أن الإسماعيلي قال: أصح، ففهم أن الأولى صحيحة.
الثاني: أن الإسماعيلي من مثبتة أهل السنة (كما يظهر من إثباته صفة اليد) لا يقول بالأعضاء والجوارح، الذي اشتهر أهل البدع برمي أهل السنة المثبتة به.
ثم أقول: الذي يظهر لي أنه لاحاجة للقول بالشذوذ هنا، لكون الروايتين لا تتعارضان، وقد جاءت بها رجال أحوالهم متقاربة، وإعمال الجمع أولى، فتكون إحداهما مفسرة للأخرى. ورواية (ساقه) مفسرة للآية أيضاً.
وهذا ما قرره بعض أهل العلم فالصواب أن تأويل الآية بما رُوي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- بالشدة، لا يساعده السياق، كما أن في ثبوت التأويل عن ابن عباس لهذه الآية كلام يطول ليس هذا موضعه.
قال ابن القيم في الصواعق: " حديث الشفاعة الطويل وفيه فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدا ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود مطابق لقوله فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة جلت عظمتها وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة عن القوم لا كشف عنها كما قال الله تعالى فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون الزخرف50 وقال ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر المؤمنون75 فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة" (1/ 252 - 253). أقول وإن ذكر هذا في معرض حجة القائلين بالإثبات فهو لا يخالفهم فيها بدليل تقريره ذلك في النونية:
لما قال:
وزعمت أن الله يكشف ساقه
**
فيخر ذاك الجمع للأذقان
راجع توضيح المقاصد وتصحيح القواعد والأبيات قبلها وبعدها ليتبن لك.
وقد قال في اجتماع الجيوش ص34: " قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون وذكر هذه الآية في حديث الشفاعة في هذا الموضع وقوله في الحديث فيكشف عن ساقه" قال: " وبهذه الإضافة يتبين المراد بالساق المذكور في الآية"
وقال شيخ الإسلام: " وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في ((الصحيحين))، الذي قال فيه ((فيكشف الرب عن ساقه)) "
ثم قال –وهذا هو الشاهد-:
¥