تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال يحيى (وهو ابن حمزة): وأخبرني هذا الحديث ثور بن يزيد، وقال: معادس، وملادس، وزعم أنهما قبيلتان ابتغتا البرقَ في عام جدبٍ، فانقطعتا في أخبية الأرض لا يُوصلُ إليهما، وذلك في الجاهلية.

وقع عند الفسوي والطبراني في إسناد الحديث: (عن أبي حمزة العنسي من أهل حمص).

وقول الحاكم في المستدرك: "هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" صريحُ في تصحيحه للحديث، وإن استغرب متنه، وللمتن شواهد كثيرة ذكر بعضها الشيخ الألباني رحمه الله، والذي يظهر أن هذه القصة أثناء وقعت عام الوفود، والله أعلم.

أما دعوى أن جبير بن نفير (وقال الأخ بو الوليد: نفير بن جبير، وهو سبق قلم منه) في سماعه من عمرو بن عبسة نظر، فدعوى غريبة، فكما تقدم عن الحافظ أن عمرو بن عبسة توفي في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد قُتل هذا الأخير سنة 35هـ، أي أن عمرو بن عبسة توفي في هذه السنة، أو قبلها بقليل.

ومن المعلوم لدى الإخوة أن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي من كبار التابعين، قد أدرك زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكيف يقال أن جبير بن نفير لم يدرك عمرو بن عبسة، و هما متعاصران وفي بلد واحد!!!!

ولا شك أن الطرق التي ذكر الأخ أبو الوليد ولو أنها منقطعة، فإنها تعطي الحديث قوة، وكذلك حديث معاذ بن جبل الذي رواه الطبراني في الكبير (20/رقم192)، ليس فيه إلا الانقطاع، فخالد بن معدان سمع من جماعة من الصحابة الذين نزلوا الشام، فلا يبعد أن يكون قد سمعه من بعضهم أو من بعض التابعين كجبير بن نفير عن معاذ بن جبل.

وأبو حمزة العنسي الحمصي: هو أبو حمزة بن سليم الحمصي الرّستني.

وقد روى له مسلم (963) من طريق عيسى بن يونس عن أبي حمزة الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حديثا ..

ورواه من طريق عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبد الرحمن ..

فتبين مما عند مسلم أنه هو: أبو حمزة بن سليم العنسي الذي ترجمه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (9/ 362)، ونقل عن أبيه قوله: ((لا يُسمى، وهو حمصي ثقة)).

وقد جزم بذلك الطحاوي كما نقل الأخ أبو الوليد عنه، وهو ليس وهماً منه.

أما دعوى أن أبا حمزة بن سليم الحمصي تفرد به فدعوى غريبة أيضا، فقد سبق أن ذكر الأخ أبو الوليد طرق أخرى (فيها انقطاع وضعف) لهذا الحديث، وطريق أبي حمزة العنسي سنده صحيح غاية، ولا يضر تفرد الثقة، وقد رواه عن جبير بن نفير ثلاثة:

1 - ابنه عبد الرحمن بن جبير الحضرمي، وهو ثقة.

2 - راشد بن سعد المقرائي، وهو ثقة أيضا.

3 - شبيب بن نعيم –وقيل ابن أبي روح- الكلاعي، روى عنه جمع من أهل الشام.

وقد روى هذا الحديث عن أبي حمزة العنسي: يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي الدمشقي، وهو ثقة متفق عليه، والله الموفق، ولعلي أوافي بالإخوة بشرح مبسط لهذا الحديث قريبا بإذن الله ..

وللفائدة فقد وهم الأخ أبو الوليد في نقله عن العقيلي، وهو بدوره عن الإمام أحمد أنه سئل عن عيسى بن سليم (عند أبي الوليد: يونس!، وهو سبق قلم)، فقال: (لا أعرفه).

وعيسى بن سليم هذا مجهول، وهو غير العنسي الحمصي قطعاً، ففي العلل ومعرفة الرجال (2/ 381) سئل الإمام أحمد عن حديث أبي بكر بن عياش عن عيسى بن سليم، فقال: "لا أعرفه"، وقد رواه من طريقه العقيلي في الضعفاء (3/ 382) في ترجمة عيسى بن سليم هذا، وهو يروي عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وعنه أبو بكر بن عياش.

والله الموفق ..

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 10 - 03, 02:45 م]ـ

الإسناد فيه شبيب بن نعيم، قال ابن القطان: شبيب رجل لا تعرف له عدالة.

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:03 م]ـ

لعل الأخ (محمد الأمين) لم يتنبه إلى أن شبيب بن نعيم الكلاعي لم يتفرد بالحديث، بل قد تابعه عليه ثقتان، وهما:

1 - راشد بن سعد المقرائي. و 2 - عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 03:50 ص]ـ

صحيح قد تابعاه. وربما كان إسناداً جمعياً، فيكون بعض الحديث عن الثقتين وبعضه عن مستور. ولا أقول ذلك إلا لوجود النكارة في المتن، إضافة لعدم وجود الحديث في مظانه. فحديث إسناده على شرط مسلم وله شواهد كما تقول، ثم لا يخرجه الشيخان ولا تجده بهذا الإسناد إلا عند الفسوي في المعرفة والتاريخ؟!!

ولا يعني هذا تضعيف أي حديث خارج الصحيحين والسنن. وحتى لا يُساء فهم كلامي، فالناقد من المتقدمين إما أن يحكم على الحديث بالصحة أو بالضعف أو يتوقف فيه. والخيار الثالث هو ما أختاره، والله أعلم بالصواب.

فصيغة المتن الطويلة تبدو كأنها مركبة من عدة أحاديث. لا أقول هذا جزماً لكن الناقد الحديثي يجب أن ينتبه إلى هذه الأمور ولا يستعجل بالحكم على الحديث لمجرد مشاهدة الإسناد كما يفعل المتأخرون.

وتأمل قول الحاكم (على فرط تساهله): "هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"

أي أن الحديث:

1 - إسناده صحيح

2 - لكن متنه غريب

3 - أعرض عنه الشيخان

ومما يستنكر فيه هو لعن قريش مرتين. مع أن رسول الله صلى الله عليه و سلَّم كان يدعو بالهداية لأهل الغواية، فيقول كما روى أحمد و الترمذي بإسناد قال عنه: حسن صحيح غريب (اللهم اهدِ ثَقِيْفاً) رغم أن سهام ثقيف كانت تنهل من دماء المسلمين، فيقول الصحابة: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم، فلا يزيد عليه الصلاة و السلام على الدعاء لهم بالهداية كما روى ابن أبي شيبة و أصحاب المغازي!

و في الصحيحين و غيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ عَصَتْ وَ أَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَ أْتِ بِهِمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير