تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا ابنَ عبَّاسٍ، كَبِّرْ فيها؛ فإنِّي قرأتُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها إلى أنْ أَخْتِمَ.

أقولُ: هذه مُتابعةٌ غير محفوظةٍ؛ فأحمد بن إبراهيم بن الخليل جدُّ أبي يَعْلى الخليليِّ ذَكَرَهُ الذَّهبيُّ في " تاريخ الإسلام " (ص:2473)، وترجم له ترجمةً مختصرةً، ولم يُورِدْ فيه قولاً لأحدٍ، فهو مجهولُ الحالِ، وباقي رجال الإسنادِ إلى الشَّافعيِّ ثقاتٌ، وأرى أنَّه لم يحفظه؛ فقد خالفه أبو عليٍّ الحسن بن مدرك، فزادَ في إسنادِهِ شبلاً، ولم يذكر التَّكبير _ أيضاً _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 25) من طريقه، أخبرنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، أخبرني محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم _قراءةً _، أخبرنا الشَّافعيُّ، حدَّثنا إسماعيل بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على شبلٍ _ يعنى: ابنَ عبَّاد _، وأخبرَ شبلٌ أنَّه قرأَ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وأخبرَ عبد اللَّه ابن كثير أنَّه قرأَ على مُجاهدٍ، وأخبرَ مُجاهدٌ أنَّه قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ، وأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ، وقرأَ أُبيُّ بنُ كعبٍ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم.

والحسنُ بن مدرك لا بأسَ بِهِ من رجالِ البُخاريِّ، وإنْ كان أبو داود قد كذَّبه، فإنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ قد نَافَحَ عنه في " مقدِّمةِ الفتحِ "، وذَكَرَ أنَّ أبا زُرْعةَ وأبا حاتمٍ قد كتبا عنه، ولم يَذْكُرَا فيه جرحاً، وهُمَا مَا هُمَا في النَّقدِ!!.

فتبيَّنَ _ من ذلك _ أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ ما زالَ مُتفرِّداً بالتَّكبيرِ، ولا مُتابعَ له على ذلك.

ثانياً: الآثارُ الموقوفةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:

1 _ أثرُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنه: أخرج أبو القاسمِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ الصَّقَلِّيُّ المعروف بابنِ الفحَّامِ _ ومن طريقه: الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكِبَار " (1/ 177) _، وأبو بكرٍ بنُ مجاهدٍ، والحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في " النَّشر في القراءات العشر " لابنِ الجَزَريِّ (2/ 310 _ 311) _ من طريقِ الحُميديِّ قال: حدَّثني إبراهيم بن أبي حيَّة التَّمِيميُّ؛ قال: حدَّثني حُميدٌ الأعرجُ، عن مُجاهدٍ؛ قال: ختمتُ على عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ تسعَ عشرة ختمةً كلّها يأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها من: (أَلَمْ نَشْرَحْ).

وأخرجه الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء " (1/ 177)، وأبو بكرٍ الدَّانيُّ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ أبي يحيى أبي حيَّةَ [جاء في الأصل في الموضعين: إبراهيم بن يحيى بن أبي حيَّة، وهو خطأٌ صوَّبناه من " موضِّح أوهام الجمع والتَّفريق " (1/ 380) قال: قرأتُ على حُميدٍ الأعرجِ، فلمَّا بلغتُ إلى: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمُ؛ فإنِّي قرأتُ على مُجاهدِ بنِ جبرٍ فأمرني بذلك، قال مُجاهدٌ: وقرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فأمرني بذلك.

وأخرجه أبو بكرٍ بن مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ عنِ الحُميديِّ، عن سفيان، عن إبراهيم بن أبي حيَّة.

فأدخلَ بينَ الحُميديِّ وإبراهيمَ سفيانَ، قال أبو عمرٍو الدَّانيُّ: " وهو غلطٌ، والصَّوابُ عدمُ ذكرِ سفيانَ، كما رواهُ غيرُ واحدٍ عنِ الحُميديِّ، عن إبراهيمَ ".

وأخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 513) من طريق أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ [جاء في الأصل: ميسرة، وهو تحريفٌ] والحُميديِّ؛ قالا: حدَّثنا إبراهيم بن أبي حيَّةَ، عن مُجاهدٍ، قال: قرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمَ. فأسقطَ حميداً الأعرجَ من الإسنادِ.

أقولُ: هذا أثرٌ منكرٌ؛ آفته إبراهيم بن أبي حيَّة التَّميميُّ، ويُقال في اسمِهِ _ أيضاً _: إبراهيم بن أبي يحيى، واسمُ أبي يحيى: اليسعُ بن أسعد [أو أشعث]، ولقبه: أبو حيَّة، قاله أبو أحمد الحاكمُ _ كما في " موضح أوهام الجمع والتَّفريق " للخطيبِ (1/ 380) _، وهو متروكٌ منكرُ الحديثِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير