تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و في (المستدرك) عن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: حدثت عن أبي هريرة بحديث، فأنكره، فقلت له: إني قد سمعته منك! قال: إن كنت سمعته مني فانه مكتوب عندي، فأخذ بيدي إلى بيته فأراني كتابا من كتبه .... فذكرت القصة. استنكره الذهبي، لما في (البخاري) عن أبي هريرة قال: (ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أحد أكثر حديثا عنة مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فانه كان يكتب ولا أكتب). لكن قال ابن عبد البر: يمكن أنه لم يكن يكتب في العهد النبوي، ثم كتب بعده.

و أما التابعون فقل عالم منهم لم يكن عنده كتب، و لكن كانت الأحاديث تتجمع كيفما اتفق، بلا تأليف و لا ترتيب، كما في صحيفة همام بن منبه اليماني عن أبي هريرة)، و هي نحو مائه و أربعون حديثا، تجدها في (مسند أحمد) (2/ 312 - 319) و هي في (الصحيحين) و غيرهما مفرقة ...

التدوين

فأما عن التدوين بالترتيب و التأليف: فقد رويت عن زيد بن ثابت الصحابي المشهور رسالة، كتبها في أحكام المواريث حوالي سنة 40 للهجرة. وفي سنن البيهقي قطع كثيرة منها.

و ذكر غير واحد أن الحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى سنة (95هـ)، وضع كتابا في بعض العقائد. و لكن في ترجمته من (تهذيب التهذيب) ما يؤخذ منه إنها رسالة صغيرة.

وفي ترجمة الحلاج من (تاريخ الخطيب) أن للحسن البصري (21 - 110) كتابا اسمه كتاب (الإخلاص) كان يروي و يسمع في القرن الثالث. و (في فهرست ابن النديم): أن لمكحول الشامي المتوفى (سنة 112) أو بعدها كتابين: (كتاب السنن) و (كتاب المسائل) في الفقه.

فأما ما ذكروه أن أول من دون الحديث ابن شهاب الزهري في سنة مائة – أو نحوها بأمر عمر بن عبد العزيز، و بعث به عمر إلى كل أرض له عليها سلطان، فلا أدري أمرتبا كان ذلك الكتاب أم لا؟؟؟!! ..

المؤلفات في أحوال الرجال

فأما التأليف في أحوال الرجال فأنه تأجر قليلا، و قد ذكر ابن النديم: أن لليث بن سعد (94 - 175) (تاريخا)، و أن لابن المبارك (118 - 181) (تاريخا).

و قال الذهبي في ترجمة الوليد بن مسلم الدمشقي (119 - 195) (صنف التصانيف و التواريخ). ثم ألف ابن معين، و ابن المديني و غيرهما، و اتسع التأليف جدا. و لكن في القرن العاشر، - و هلم جرا - تقاصرت الهمم و هجر علم الرجال، فقل من بقي يعتني بقراءة كتب الرجال أو نسخها أو نشرها.

أما التأليف، فأقل و أقل، اللهم إلا أن يجمع أحدهم تراجم لبعض المجاذيب و الدراويش يملؤها بالخوارق، أو آخر تراجم بعض الأدباء، ينتقي من شعرهم ما يستظرفه من الغزل و نحوه، مما إن لم يضر لم ينفع! إلا ما شاء الله تعالى. حتى أيقظ الله الأمة لعلم الحديث و علم الرجال و الفضل في ذلك – بعد الله عز وجل – للهند، و أعظمه لدائرة المعارف، كما سيأتي ..

طريقة العلماء في وضع كتب الرجال

أما ترتيب التراجم فمعروف، و أجوده طريقة (التهذيب) و فروعه فانه على ترتيب حروف الهجاء باعتبار اسم الراوي بجميع حروفه، و كذا باعتبار اسم أبيه و جده فصاعدا .. مثاله: إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن جحش، و بعده إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله ..

وكذلك يرتب باعتبار النسب، مثاله: إبراهيم بن ميمون الصنعاني، إبراهيم بن ميمون الكوفي، إبراهيم بن ميمون النحاس ..

و إفادة الترتيب سهولة الكشف واضحة، و لكن ثم فائدة اعظم، و هي التنبيه على ما قد يقع من سقط، أو زيادة، أو تصحيف، أو تحريف ..

مثال السقط:

ما وقع في (التقريب) المطبوع بدلهي سنة (1320)، ذكر في المحمدين تراجم من اسمه محمد بن إبراهيم، ثم ذكر بعدها محمد بن كعب الأنصاري، ثم محمد بن أحمد!! و كيف يكون كعب بين إبراهيم و أحمد؟؟ و الصواب كما في (تهذيب التهذيب) و غيره: محمد بن أبي بن كعب.

مثال الزيادة:

ما وقع في (الميزان) المطبوع بمصر، ذكر في آخر تراجم البكريين: يكر بن يونس ثم بكر بي الأعنق!! و الصواب: بكر الأعنق كما في (لسان الميزان) ... و من عادتهم أن من عرف باسمه و لقبه فقط أن يذكروه آخر الأسماء الموافقة لاسمه. و في (الميزان) بعد بكر هذا بكر بن بشر! والصواب بكير بن بشر، كما في (اللسان) ..

و أما التصحيف:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير