قلت: وإسناده ضعيف جداً، محمد بن عبد الرحمن بن المجبَّر العمرى، متروك الحديث. قال البخارى: سكتوا عنه. وقال يحيى بن معين: ليس بشئٍ. وقال أبو زرعة: واهٍ. وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمعضلات، ويأتى بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير.
وللموصول شاهد بإسناد صحيح.
أخرجه النسائى ((السنن الكبرى)) (6/ 208/10668) و ((عمل اليوم والليلة)) (832) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا حجاج قال أخبرنا ابن جرج قال أخبرني صالح بن سُعيد حديثا رفعه إلى سليمان ابن يسار إلى رجلٍ من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: ((قال نوح لابنه: إني موصيك بوصيةٍ وقاصرها، كيلا تنساها. أوصيك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، أما اللتان أوصيك بهما، فيستبشر اللَّه بهما، وصالح خلقه، وهما يكثران الولوج على اللَّه تعالى، أوصيك بلا إله إلا الله، فإن السماوات والأرض لو كانتا حلقة قصمتهما، ولو كانت في كِفَّةٍ وزنتهما، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق، وبها يرزق الخلق ((وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا))، وأما اللتان أنهاك عنهما، فيحتجب الله منهما، وصالح خلقه أنهاك عن الشرك والكبر)).
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، غير صالح بن سُعيد ـ بضم المهملة ـ أبو طالب الحجازى المؤذن، وقد ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 459/8579). وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 281/2814) وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (6/ 459/8579) فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقد رُوى الحديث بأسانيد لا يحتج بمثلها لشدة ضعفها، وإنما ذكرتها لئلا يغتر بها من لا معرفة له بالغرائب والمناكير، مع القطع بصحة بعض ما ورد بمتونها لورودها من وجوهٍ أصلح.
فقد أخرجه عبد بن حميد (1151) قال: أنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ألا أخبركم بشيءٍ أمر به نوح ابنه، إن نوحاً قال لابنه: يا بني! آمرك بأمرين، وأنهاك عن أمرين، آمرك يا بني أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فإنَّ السماء والأرض لو جعلتا في كِفَّةٍ وزنتهما، ولو جعلتا في حلقة فصمتها، وآمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده فإنَّها صلاة الخلق وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق، وأنهاك يا بني أن تشرك بالله، فإنَّه من أشرك باللَّه حرَّم اللَّه عليه الجنة، وأنهاك يا بني عن الكبر فإن أحداً لا يدخل الجنة، وفي قلبه مثقال حبة خردل من كبرٍ. فقال معاذ: يا رسول الله! الكبر أن يكون لأحدنا الدابة يركبها، أو النعلان يلبسهما، أو الثياب يلبسها، أو الطعام يجمع عليه أصحابه؟، قال: ((لا، ولكن الكبر أن تسفه الحق، وتغمص المؤمن. وسأنبئك بخلالٍ، من كن فيه فليس بمتكبرٍ: اعتقال الشاة، وركوب الحمار، ومجالسة فقراء المؤمنين، وليأكل أحدكم مع عياله، ولبس الصوف)).
وكذلك أخرجه ابن أبى شيبة (6/ 55/29425)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 235)، وابن جرير الطبرى ((التفسير)) (15/ 92) جميعاً من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن زيد بن أسلم عن جابر بنحوٍ منه.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد، وموسى بن عبيدة الربذى بيَّن الأمر فى الضعفاء. قال أبو حاتم بن حبان: ((يروى عن الثقات ما ليس من أحاديث الأثبات من غير تعمد له، فبطل الاحتجاج به من جهة النقل، وإن كان فاضلاً فى نفسه)).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 08:49 م]ـ
شيخنا الحبيب وفقه الله
هل البخاري لم يخرج الحديث في الصحيح لان الصقعب قليل الحديث كما ذكره الحاكم رحمه الله
أم لوجود الاختلاف
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 10:47 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق. ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.
الشيخ الفاضل الحبيب / ابن وهبٍ
حياكم الله بالخير. وشكر لكم تحياتكم. وبارك فيكم
¥