تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الذهبي في " الموقظة " (ص 17): " من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن.

وأوهى من ذلك: مراسيل الزهري، وقتادة، وحُميد الطويل، من صغار التابعين.

وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات؛ فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير، عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين.ا. هـ.

وذهب ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 239) إلى تحسين هذه الرواية لأنها تشهد للرواية الأولى فقال: " وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن بماله من الشاهد ".

والحديث أورد العلامة الألباني في " الضعيفة " (1129).

- الطريق الثالثة:

عن أبي مصعب المكي قال: أدركت أنس بن مالك، وزيد بن أرقم، والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله عز و جل شجرة، فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره، و إن الله عز و جل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله عليه وسلم، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (و في نسخة: ترفان) حتى و قعا بين العنكبوت و بين الشجرة، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج: انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الفتيان: إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال: انظروا في الغار! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات، فرجع، قالوا: ما ردك أن تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز و جل قد درأ عنهما بهما، فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 229)، والبزار كما في " كشف الأستار " (1741).

وقد حكم العلامة الألباني في " الضعيفة " (1128) على هذه الرواية بالنكارة، وسأكتفي بكلامه في تخريج الحديث فقال:

وقال الهاشمي: " تفرد به أنس ومن ذكر معه، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن عمرو القيسي عن أبي مصعب ".

وقال العقيلي: " لا يتابع عليه عون وأبو مصعب رجل مجهول ".

قلت: وأشار البزار إلى جهالته بقوله: " لا نعلم رواه إلا عون بن عمير، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عُوين ".

وقال ابن معين في عون: " لا شيء ".

وقال البخاري: " منكر الحديث، مجهول ".

ذكره الذهبي في " الميزان " وساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما.

وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " (3/ 182): " وهذا حديث غريب جدا ".

وقال الهيثمي في " المجمع " (6/ 53): " رواه البزار والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم ".

قلت: يشير إلى عون وأبي مصعب، فإن من دونهما ثقات معروفون، فهي غفلة عجيبة منه عن هذه النقول. فسبحان من لا يضل ولا ينسى.ا. هـ.

ثانياً: فوائد ذات صلة بالبحث:

- الفائدة الأولى:

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بصحبة الصديق رضي الله عنه جاءت من حديث عائشة رضي الله عنها في البخاري (3905)، بوب البخاري لها: " باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة "، ولم يذكر فيها نسج العنكبوت والحمامتين، وأورد البخاري تحت الباب عدة روايات ولم يذكر فيها شيء من قصة نسج العنكبوت.

- الفائدة الثانية:

عقد الدكتور سليمان بن علي السعود في كتابه " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة " مبحثا عنون له: " أخبار فيها مقال: وردت في شأن الغار " (ص 138 – 143)، وأورد تحته تسعة روايات، منها حادثة نسج العنكبوت والحمامتين، وروايات أخرى لا يثبت منها شيء.

- الفائدة الثالثة:

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج المسند " (5/ 302): وقد فات الحسيني وابن حجر أن يذكراه في كتابيهما مع أنه من شرطهما.ا. هـ.

ويقصد عثمان الجزري وليس عثمان بن ساج الجزري، فهذا مترجم له في " التهذيب ".

- الفائدة الرابعة:

قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (3/ 199): وقد ورد أن حمامتبن عششتا على بابه أيضا وقد نظم الصرصري في شعره حيث يقول:

فعمى عليه العنكبوت بنسجه **** وظل على الباب الحمام يبيض

وذكر العلامة الألباني أنه لا يصح في كلا الأمرين حديث في كلامه الآنف.

- الفائدة الخامسة:

فُتن كثير من المسلمين بمثل غار حراء وغيره من الآثار والأماكن، فأصبحوا يشدون الرحل إليها، بقصد التبرك أو بأي أمر آخر، ورفع رؤوس المبتدعة عقيرتهم، وسوغوا للعامة من أتباعهم شد الرحل إلى غار حراء وغيره من الأماكن التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم أو جلس فيها، ولبسوا عليهم أنها أماكن ذهب إليها النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانب أنها أماكن تستغل للسياحة، وتدرُ على الدولة أموالا طائلة بسبب فرض رسوم لدخولها – نسأل الله السلامة والعافية -.

وكتبوا وطالبوا ولكن كان لهم العلماء العاملين بالمرصاد ردوا عليهم ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فقد كان لمثل هذه الدعوات بالمرصاد، ورد على عدد من المطالبين لإحياء الغلو في النبي صلى الله ردودا قوية.

ومن الذين رد عليهم سماحة الشيخ صالح محمد جمال، بعنوان: " الرد على ما نشر حول تعظيم ما يُسمى بالآثار الإسلامية "، وإليكم رابط الرد عليه:

http://binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00092.htm

إذا أردت أن تتابع القراءة لرد الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – في الرابط، اضغط على التالي في أسف الصفحة.

وهذا هو نهاية البحث أسأل الله أن ينفع به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير