وخالفهما محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، فجعله ((عَنِ الْمِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عن زِرِ بْنِ حُبِيشٍ وَعَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عنه))، والأول أصح وأشهر.
فقد أخرجه سعيد بن منصور (1/ 233/761): نا هشيم قال أنا ابن أبى ليلى عن الْمِنْهَالِ بنِ عَمْروٍ عن عن زِرِ وَعَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأسدىِّ عن على رضى الله عنه أنه قال: مَنْ أَصْفَقَ بَابَاً، وأَرْخَى سِتْرَاً، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ، والعِدَّةُ.
قلت: وإسناده الأول حسن، رجاله ثقات كلهم خلا الْمِنْهَالَ بنَ عَمْروٍ صدوق ربما وهم. وعباد بن عبد الله بن الزبير الأسدى ثقة ثبت.
[الطريق الثانية] أَبُو الْبَخْتَرِيِّ سعيدُ بْنُ فَيرُوزٍ الطَّائِيِّ عنه
قال ابن أبى شيبة (3/ 520/16698): حدثنا وكيع عن جعفر الأحمر عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً، وَأَرْخَى سِتْرَاً، وخَلِى بِهَا، فَلهَا الصَّدَاقُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ صدوق اختلط بآخرة، وجعفر بن زياد الأحمر صدوق فيه تشيع، وهو من متأخرى أصحاب عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ.
[الطريق الثالثة] الحسن عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
أخرجه عبد الرزاق (10877) عن ابن جريج عن عبد الكريم عن الحسن أن عُمَرَ وَعَلِيَّاً قالا: إِذَا خَلا بِهَا، فَغَلَقَ عَلِيهَا، أَوْ أَرْخَى الأَسْتَارَ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
والدارقطنى (3/ 307/231) من طريق عبد الوارث عن عاصم الأحول عن الحسن قال عمر بن الخطاب: إِذَا أَغْلَقَ بَابَاً وَأَرْخَى سِتْرَاً، فَقَدْ وَجَبَ لهَا الصَّدَاقُ، وَعَلِيهَا العِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لإرساله وضعف عبد الكريم بن أبى المخارق البصرى، ولمخالفة الأوثق إذ يرويه ((عَنْ الْحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ عن عُمَرَ وَعَلِىٍّ)) كما سبق بيانه.
ويتبع بقية الآثار بتوفيق الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:25 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
[زيد بن ثابت رَضِي اللهُ عَنْه] وهو مروى عنه من طريقين:
[الطريق الأولى] الزهرى عنه مرسلاً
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (972): عَنْ مَالِك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ فَأُرْخِيَتْ عَلَيْهِمَا السُّتُورُ، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ.
وأخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (7/ 223)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) عن مالك.
قلت: وهذا مرسل صحيح، ويعضده الطريق التالية.
[الطريق الثانية] سليمان بن يسار عنه.
أخرجه أبو عبيد ((كتاب النكاح)): أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّورِيِّ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أنَّ الحارثَ بْنَ الْحَكَمِ تَزَّوَجَ اِْمْرَأةً، فَقَالَ عِنْدَهَا، ثُمَّ رَاحَ وَفَارَقَهَا، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت، فقص عليه القصة، فقال زيد: لها الصداق كاملاً، فقال مروان: إنه ممن لا يتهم، فقال زيد بن ثابت: أرأيت لو حملت أكنت ترجمها؟، قال: لا، فقال زيد: بلى.
وقال أبو عبيد: وحدثناه أبو النضر عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زيد بن ثابت مثله، وفي آخره: فلذلك تصدَّقُ المرأة في مثل هذا.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 519/16693) عن وكيع، والبيهقي ((الكبرى)) (7/ 256)، ومن طريقه ابن عساكر ((التاريخ)) (11/ 414) عن عبد الله بن الوليد، كلاهما عن الثَّورِيِّ بنحوه.
وتابعهما عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: الزهرى، واستقصى سياقته.
فقد أخرجه عبد الرزاق (10866) قال: أخبرنا ابن جريج عن ابن شهابٍ: في رجل نكح امرأة فبنى بها، ثم طلقها بعد يومين، فسئلت المرأة، فقالت: لم يمسسني، وسئل الرجل فقال: مثل ذلك، فقال: إذا دخل بها وأرخى عليها الأستار، فقد وجب الصداق وعليها العدة، ثم أخبرني عن سليمان بن يسار: أن الحارث بن الحكم تزوج امرأة غريبة، فدخل بها، فإذا هي خضراء، فلم يكشفها كما قال، واستحيى أن يخرج مكانه، فقال عندها مخلياً بها، ثم أتى مروان فأرسل، ثم خرج فطلَّقها، وقال: لم أكشفها وهي ترد ذلك عليه، فرفع ذلك إلى مروان، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت، فقال له: يا أبا سعيد رجل صالح كان من شأنه كذا وكذا، وهو عدل هل عليه إلا نصف الصداق؟، فقال له زيد: أرأيت لو أن المرأة الآن حملت، فقال هو منه؛ أكنت مقيماً عليه الحد؟، قال مروان: لا، فقال زيد: بل لها صداقها كاملا، فقضى مروان بذلك.
قلت: وهذه أسانيد كلها صحاح.
[إيضاح] الحارث بن الحكم المذكور فى هذه القضية هو الحارث بن الحكم بن أبى العاص، أخو مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس الأموى، وله ثلاثة أخوة آخرين، فهم خمسة أخوة: مروان بن الحكم، وعبد الرحمن بن الحكم، والحارث بن الحكم، وعثمان بن الحكم، ويحيى بن الحكم، وأمهم آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية الكنانية.
[الخلفاء الراشدون المهديون رَضِي اللهُ عَنْهم] قال سعيد بن منصور ((السنن)) (1/ 234/762): أخبرنا هشيم أنا عوف سمعت زرارة بن أوفى قال: قضى الخلفاء الراشدون المهديون، أنه من أغلق بابا، وأرخى سترا، فقد وجب الصداق والعدة.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10875) عن جعفر بن سليمان، وابن أبى شيبة (3/ 520) عن إسماعيل بن علية، وأبو عبيد ((كتاب النكاح)) عن ابن علية، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 255) عن هشيم، جَمِيعًا عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ الأعرابى عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى به.
قال أبو بكر البيهقى: وهذا مرسل، زرارة لم يدركهم.
ويتبع بقية الآثار بتوفيق الله تعالى.
¥