حَسَدَاً مِنْهُنَ قُدَ حُمِّلْنَهُ ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوقال الأخوان أبو بكر وأبو عثمان الخالديَّان فى ((الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين)) (ص828):
وقول المجنون:
قالتْ لِجَارَتِهَا يَوْمَاً تُسَائلُِهَا ... لْمَّا اِسْتَحَمَّتْ وَأَلقَتْ عِنْدَهَا السَّلَبَا
نَشَدْتُكِ اللهَ لْمَّا قُلْتِ صَادِقَةً ... أَصَادِقٌ صِفَّةُ الْمَجْنُونِ أَمْ كَذَبَاإلى هذا المعنى نظر عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بقوله:
وَلَقَدْ قَالَتْ لأَتْرَابٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ اللهَ لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْوقال أبو الفرج الأصبهانى فى ((الأغانى)): ومن شعر عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ:
لَيْتَ هِنْدَاً أَنْجَزَتْنَا مَا تَعِدْ ... وَشَفَتْ أَنْفُسَنَا مَمَّا تَجِدْ
وَاِسْتَبَدَّتْ مَرَّةً وَاحِدَةً ... إِنَّمَا الْعَاجِزُ مَنْ لا يَسْتَبِدْ
وَلَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ شَأْنِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوفى ((المستقصى من أمثال العرب)) (ص704): قولهم ((حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ))؛ هو من قول عمر بن أبى ربيعة المخزومى:
وَلَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ
أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ
فَتَهَامَسْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ
حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ قِدَمَاً لَهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوكذلك ذكرها لابن أبى ربيعة: أبو العباس المبرد فى ((الكامل فى اللغة والأدب))، وأبو هلال العسكرى فى ((جمهرة الأمثال)) (ص582)، والعبيدى فى ((التذكرة السعدية فى الأشعار العربية)) (ص342).
وأما أبو عمر بن عبد ربه الأندلسى، فقد شذَّ وفذَّ، حيث قال فى ((العقد الفريد)) (5/ 290): ((ومن قول عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وكان فقيهاً ناسكاً شاعراً رقيقَ النسيب، مُعجب التَّشْبيب، حيث يقول:
زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْوذكر بقية الأبيات)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 02 - 05, 05:18 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
وبعد ...
كُنْ فِي أُمُورِكَ سَاكِنَاً ... فَالْمَرْءُ يُدْرِكُ فِي سُكُونِهْ
وَأَلِنْ جَنَاحَكَ تَعْتَقِدْ ... فِي الناس مَحْمَدَةً بِلِينِهْ
وَاِعْمَدْ إِلَى صِدْقِ الْحَدِيثِ فَإِنهُ أَزْكَى فُنُونِهْ
وَالصمْتُ أجْمَلُ بِالْفَتَى ... مِنْ مَنْطِقٍ فِي غَيْرِ حِينِهْ
لا خَيْرَ فِي حَشْوِ الْكَلا ... مِ إِذَا اِهْتَدِيتَ إِلَى عُيونِهْأهذا الشعر لابن المبارك؟!.