تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"فان قيل: فانكم رويتم من طريق أبى داود نا زهير بن حرب نا إسماعيل - هو ابن علية - عن أيوب السختيانى حدثنى عمرو بن شعيب حدثنى أبى عن أبيه عن أبيه (2) حتى ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لم يضمن ولا بيع ما ليس عندك) قلنا: نعم هذا صحيح وبه نأخذ ولا نعلم لعمرو بن شعيب حديثا مسندا إلا هذا وحده. وآخر في الهبات رواه عن طاوس عن ابن عباس و ابن عمر."

الرواية التي عناها أبو محمد هي ما جاء في المحلى - (ج 9 / ص 134 - 135):

"ومن طريق أحمد بن شعيب أنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام نا اسحاق الازرق نا الحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عباس وابن عمر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لاحد يعطى العطية فيرجع فيها الا الوالد يعطى ولده ومثل الذى يعطى العطية فيرجع فيها كالكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد فرجع في قيئه) ".

و أما عمرو بن شعيب فليس ضعيفا كما يوهم قولك "فيه مقال".ثانيا: دعوى تأذي المصلين بالدرس:

تمسكا بمثل، قول النبي- صلى الله عليه و سلم -: " كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا بالقراءة ".

و الحديث رواه مالك في " الموطأ " (264) عن البياضي رضي الله عنه، و نصه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون و قد علت أصواتهم بالقراءة فقال: " إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ".

و هو عند عبد الرزاق (4217) و ابن أبي عاصم في " الآحاد " (2006) بلفظ:

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معتكفا في العشر الأواخر في قبة له، والرجل يؤم النفر ... "

و في " إتحاف الخيرة المهرة " (2/ 73) للبوصيري: " كان الناس يصلون في رمضان عصبا عصبا ... ". أي جماعات جماعات.

و في " المستدرك " (1169) للحاكم - و صححه - من حديث الخدري رضي الله عنه قال:

" اعتكف النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة و هو في قبة له فكشف الستور و قال: ألا كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا و لا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة في الصلاة ".

و في " مسند " أحمد (4928) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح:

" أن النبي صلى الله عليه و سلم اعتكف وخطب الناس فقال: أما إن أحدكم إذا قام في الصلاة، فإنه يناجي ربه، فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، و لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة "

قلت: و في الإستدلال بهذا الحديث نظر، لكون الإيذاء المنهي عنه، إنما تحقق باجتماع خصال ثلاث؛ ليس واحدة منها في الدرس، و هي:

- صدور الأصوات من جهات متعددة في وقت واحد.

- و المبالغة في الجهر إلى حد الخروج عن القصد.

- و المغالبة بالتصاول في مقام المناجاة.

و الدليل على أن مجرد الجهر - إن كان من جهة واحدة - لا يحدث به الإيذاء، حديث أبي قتادة رضي الله عنه:

«أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته. و مر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، و هو يصلي رافعاً صوته، فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر، مررت بك و أنت تصلي تخفض من صوتك " قال: قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله. و قال لعمر: " مررت بك و أنت تصلي رافعاً صوتك " فقال: يا رسول الله أوقظ الوسنان، و أطرد الشيطان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر، ارفع من صوتك شيئاً "، و قال لعمر: " اخفض من صوتك شيئاً "»

رواه أبو داود (1331) بإسناد صحيح، و صححه الحاكم على شرط مسلم و سكت عنه الذهبي.

و رواه أبو داود أيضا (1332) بإسناد صحيح من رواية أبي هريرة بهذه القصة، ولم يذكر قوله: " فقال لأبي بكر و عمر ". وزاد: "و قد سمعتك يا بلال تقرأ من هذه السورة، و من هذه السورة " قال: كلام طيب، جمعه الله بعضه إلى بعض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلكم قد أصاب".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير