ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 02:34 م]ـ
احسن الله اليك وبارك فيك
الشيخ بكر أبو زيد مع بيان ما لحقها من تحريف على يد الشيخ أبي غدة , ,,, ومن آخر من شرحوا عقيدتها الشيخ عبد المحسن بن العباد البدر المدرس بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , جزى الله جميع العلماء العاملين المخلصين , وقد أثبت في مطلع شرحه نظم عقيدتها للشيخ أحمد بن مشرف المتقدم ذكره.
حبذا لو حدثتنا عن هذا التحريف في اي موضع حصل ولما كان ومصدر نقلك اخي الكريم
وفقكم الله
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[02 - 06 - 08, 02:08 ص]ـ
(عقيدة ابن أبي زيد)
بعض ما لحقها من التأويل والتحريف
أكرر هنا ما ذكرته قبل من أن جل شارحيها شرحوا عقيدتها على طريقة الخلف , وهي تأويل النصوص التي توهم التشبيه كما يظنون , طلباً منهم للتنزيه كما يزعمون , ومنهم الشيخ زروق وابن ناجي وأبو الحسن وابن غنيم وغيرهم , وسلك القليل منهم طريقة السلف , وهي إمرار النصوص كما هي من غير تأويل , ومنهم القاضي عبد الوهاب , ومحمد بن موهب المقبري , وبعض المتأخرين , فهذه منزلة التأويل.
وهناك منزلة أخرى , وهي البحث عن وجه من الإعراب لكلام المصنف يماشي مايراه الشارح , أو القول بالوقف على جملة معينة بدل وصلها بما بعدها حتى يؤخذ منها معنى مختلف فيما لو وصلت.
وأخطر هذه المنازل هو تغيير كلام المصنف بإدخال الزيادة فيه والنقص , لتمرر العقائد بواسطته , وكل هذا جرى لرسالة ابن أبي زيد كما نال غيرها من العقائد , وستمر بك أمثلة عنه.
قال الشيخ بكر أبو زيد في تقديمه للرسالة مع نظمها للشيخ أحمد بن مشرف الإحسائي:" ولا يستنكر هذا , فإن المذهب ينتسب إليه طوائف مخالفون لصاحب المذهب في كثير من مسائل الاعتقاد , كما حصل في المنتسبين إلى الأئمة الأربعة , ومن أمثلة ذلك كتاب الفقه الأكبر المنسوب إلى أبي حنيفة رحمه الله , فقد شرحه أبو منصور الماتريدي وغيره , فمشوا فيه على التأويل , والله المستعان ".
وأقتصر في ذكر التأويل الذي سلط على عقيدة ابن أبي زيد وهو كثير على مثالين: أولهما: قول الشيخ زروق وهو يشرح قول المؤلف:" وأنه فوق عرشه المجيد بذاته " , قال:" يريد فوقية معنوية , كما يقال السلطان فوق الوزير , والمالك فوق المملوك , والشريف فوق الداني ", وقال الشيخ بن ناجي , وهي:" فوقية معنى وجلال وعظمة ", لكن لما وجدوا كلمة بذاته , وسيأتي الحديث عن زيادتها , ولعل المؤلف إنما أضافها قطعاً لدابر التأويل , سعوا في تأويل مراده منها , فجعل الشيخ زروق رحمه الله قوله (بذاته) متعلقاً بالمجيد الذي هو وصف للعرش , فقال: " لكن رفعته وجلاله إنما هي بجعل من الله له , لا بذاته , ولا لذاته , ولا من ذاته " , فهذا من التكلف الذي لا يخفى على المبتدئ , وهو يتصور مؤمن أن العرش خلق نفسه , أو اكتسب صفة العظمة والمجد من عنديته , حتى يحتاج إلى هذه القيود؟.
وذهب بعضهم إلى رفع كلمة (المجيد) باعتبارها خبر لمبتدإ محذوف , وهذا حتى لا يحتاج إلى ذلك التأويل الظاهر التكلف , ويزال عن كلمة بذاته ما أراده المؤلف منها , قال الشيخ زروق:" والمجيد يقال بالخفض على أنه صفة للعرش , وبالرفع صفة لله تعالى , وهو الأظهر " , ومن هنا كان ضبط كلمة (المجيد) بالضمة , وكتابة فاصلة بينها وبين كلمة (عرشه) , كما في متن الرسالة المصحوب بكتاب غرر المقالة , وما أظن أنه حصل دون قصد , فكتبت هكذا:" وأنه فوق عرشه , المجيدُ بذاته ".
وثانيهما: أن يأتي بعضهم إلى قول المؤلف:" وهو في كل مكان بعلمه , خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ,,, " , فيجعل فاصلة بين كلمتي (مكان) , و (بعلمه) , فتصبح الجملتان هكذا:" وهو في كل مكان , بعلمه خلق الإنسان ", حتى يعرب قوله بعلمه جارا ومجرورا متعلقاً ب خلق , ولعل الحامل لصاحب هذا التحريف أن يجد مستنداً لما يذهب إليه أهل الحلول , ولا أظن أنه حدث دون قصد , فهذا مثال لما لحق هذه العقيدة من التأويل.
لكن هذا يعتبر هيناً إذا قورن بما لحقها من التحريف , وإن صرح فاعله بأنه سيزيد ألفاظاً , وتجد مثالاً على ذلك فيما أدخله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة على هذه العقيدة من الزيادة والنقصان والاستبدال والتأويل فيما نشره بعنوان: (العقيدة الإسلامية التي ينبغي أن ينشأ عليها الصغار) , وقد تولى الشيخ بكر أبو زيد كشف ذلك , إذ نشر هذه الرسالة ونظمها للشيخ الإحسائي المالكي , وقال مجملاً ذلك التحريف الذي ألحق بها:" فرأيت (هذا المعتني) بها قد تناولها بقلم غير قلم ابن أبي زيد , وبعقيدة تخالف عقيدته , فوظف التحريف بما سولت له نفسه في نص هذه العقيدة , ومعناها , ففتح فيها ثلما , وغشاها من عقيدة التفويض والتحريف ما غشى , تفريطاً في الحق وهو بين يديه , وتعدياً على الخلق وهو بين أيديهم , فصار على من علم كشف تلك الدسائس , ودفع هذا التعدي البائس , نصرة لعقيدة السنة واهلها , وحماية لعقائدهم من دخولات المخالفين لها ".
ثم فصل الشيخ بكر ما ألحقه بها المتقدم ذكره من التحريف بالزيادة على النص في ستة مواضع , واستبدال كلمة بأخرى في موضع واحد , وبالحذف في موضعين , وقد أوضح أنه انتهى إلى هذا بعد مقارنة النص الذي طبعه أبو غدة مع اثنتي عشرة طبعة للرسالة مستقلة أو مع الشررح قديمها وحديثها.
(العجالة في شرح الرسالة للشيخ عابدين بن حنفية - حفظه الله-
¥