[س: كيف نميز بين الاستقراء التام والناقص؟]
ـ[المصلحي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
اذا ادعى عالم معين انه حصل استقراء تام في مسالة كذا
فكيف نقبل قوله ونعتبره صحيحا؟
وما ادرانا اذ لعله استقراء ناقص؟
وهل يمكن ان يستطيع العالم لوحده التوصل الى استقراء تام؟
كيف له ان يطلع او يتصفح جميع جزئيات القاعدة حتى يقول انه استقراء تام؟
مثلا:
عندما قال الشاطبي في الموافقات:
وهذه المسالة كذا بالاستقراء.
كيف فعل ذلك من ناحية عملية؟
وهل ادعى الاستقراء علماء اخرون غير الشاطبي في مسائل اصول الفقه؟
ـ[عبد القوي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 10:13 ص]ـ
أخي الكريم
الاستقراء على قسمين
تام وهو أن يعم الاستقراء غير صورة النزاع بمعنى أنه يتتبع كل جزئيات الكلي فلا يبقى إلا صورة النزاع فيلحقها بهذا الأمر الكلي وهذا الاستقراء قطعي الدلالة وهو حجة باتفاق العلماء
والثاني استقراء ناقص وهو أن يثبت حكما لأمر كلي بواسطة التتبع لبعض الجزئيات الخارجة عن صورة النزاع
وهذا الاستقراء يفيد الظن ولا يفيد القطع ويسمى لحوق الفرد بالغالب
قال صاحب المراقي
ومنه الاستقراء بالجزئي ***** على ثبوت الحكم للكلي
فإن يعم غير ذي الشقاق ***** فهو حجة بالاتفاق
وهو في البعض إلى الظن انتسب ***** يسمى لحوق الفرد بالذي غلب
وهذا الثاني مثل استقراء الشافعي أقل سن تحيض فيه المرأة تسع سنين فمعلوم أنه لم يستقرئ كل النساء ولا نصفهن ولا ربعهن ولا حتى العشر منهن ولكن رأى في نساء بلده فأثبت الحكم الكلي بواسطة هذه الجزئيات التي أمامه
أما كيف نعرف أن استقرائهم كلي أو جزئي فنعرف ذلك بأحد طريقين
الأول: بتصريحهم أن هذا استقراء ناقص أو تام وهم عدول نصدقهم على ما يقولون
والثاني بالعقل فإذا قال الشافعي استقرأت النساء فوجدت أن أقل الحيض يوم وليلة فنحن نعلم قطعا أنه لم يمر على كل واحدة من البشر فسألها ولا استقرأ النساء من لدن آدم إلى قيام الساعة إذا هو استقراء ناقص قطعا
وكيف ننقض دليل الاستقراء
ننقضه بالإتيان بالمخالف لما يقول
فمثلا إذا قال الشافعي أقل سن تحيض فيه المرأة تسع سنين
علينا إذا أردنا أن نرد كلامه أن نأتي بامرأة من الواقع حاضت وهي بنت ثمان سنين أو سبع فنقول له استقراءك غير صحيح لأننا وجدنا نساء يحضن دون السن الذي ذكرته
وهكذا كل من قال عادة الناس كذا فلا نقول له مالدليل بل نأتي بما يخالفه من الواقع
قال الناظم
وأربع ثبوتها مجرد ******* من غير برهان لها يمهِد
حدود او عوائد إجماع ****** والعقد في النفس له إتابع
فلا يقال فيها مالدليل ****** بل ردها بالنقض ما يميل
وأما هل فعله آخرون غير الشاطبي فقد قلت لك أنه حجة باتفاق العلماء أعني الاستقراء التام أما الناقص فهو حجة عند عامة علماء الأصول والفقهاء وابحث هذه المسألة في كتاب الاستدلال من كتب اصول الفقه
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:09 م]ـ
هل يمكن ان يوجد استقراء تام؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 10:31 م]ـ
= هل يمكن أن يوجد استقراء تام؟
نعم يمكن أن يوجد استقراء تام قطعي إذا كانت الوقائع المطلوب استقراؤها محصورة، وذلك كأن يقال: لم يشتمل القرآن مثلا على كذا، وذلك بالاستقراء، أو يقال: كل ما في القرآن من (يا أيها الناس) مكي، وكل ما فيه من (يا أيها الذين آمنوا) مدني، وهذا مجرد تمثيل، وإلا ففي هذا الاستقراء نظر.
وكذلك يمكن أن يوجد استقراء تام إذا مرت أزمنة متطاولة يُدعى فيها هذا الاستقراء بغير أن يوجد ما يخالفه، وذلك كقول النحويين إنه لا يوجد قسم رابع للكلم غير الاسم والفعل والحرف، وذلك بالاستقراء التام.
= كيف نقبل قول من يدعي الاستقراء التام؟
إذا ادعى بعض العلماء الاستقراء التام في مسألة، وكانت جزئياتها غير محصورة، فإن قوله يقبل إذا كان هو من المعروفين بسعة الاطلاع ووفور العلم، ولا يدفع كلامه إلا بإيراد جزئية تدحض هذه الكلية، ولا يكفي مجرد الرد بأنه يحتمل كذا وكذا.
= وأنبه على أنه يوجد خلاف بين الأصوليين في تعريف الاستقراء التام، هل يعم صورة النزاع أو لا يعمها، والظاهر من اسمه أنه يعمها، ولكن الأقرب إلى الواقع وإلى استعمال أهل العلم أنه لا يعمها، وإلا كان الاحتجاج به تحصيلا للحاصل.
= وقد جرت عادة أهل العلم في جميع العلوم تقريبا أن يحتجوا بالاستقراء، حتى لو كان ناقصا، وذلك إذا كان قريبا من اليقين، ولم يقدح في هذه الطريقة أحد من أهل العلم إلا ابن حزم (في التقريب)؛ بناء على أصله في عدم الاعتداد بالظن مطلقا.
ـ[الديولي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 10:41 ص]ـ
السلام عليكم
من الكتب المتميز التي بحثت موضوع الإستقراء كتاب:
الإستقراء وأثره في القواعد الأصولية والفقهية، تأليف الطيب السنوسي، تقديم العلامة الدكتور يعقوب الباحسين
ـ[المصلحي]ــــــــ[11 - 11 - 07, 06:05 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
اخي مالك العوضي
لا عدمنا من فوائدك
اخي العزيز الديولي
هل الكتاب موجود على النت؟
¥