تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف يعرف أصوليو الأشاعرة "الخبر والإنشاء"-معه إشكال-]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 12 - 07, 03:55 ص]ـ

ينقسم الكلام على خبر وإنشاء ....

الخبر يكون بالضرورة مسبوقا بالحدث المخبر عنه .. وعدم الإخبار لا تأثير له على الواقع وجودا وعدما ..

فلو قلت: الشمس طالعة ..

فهذا خبر ..

وطلوع الشمس في الواقع وهو ما يسمى النسبة الخارجية سابق عن النسبة اللغوية المفهومة من عبارة الشمس طالعة ...

وعلى فرض أن قائلا لم يقل ذلك .. فالشمس طالعة في الخارج ..

لكن الإنشاء عكس الخبر ... فالجملة الإنشائية سابقة على الواقعة الخارجية-أو مقارنة لها كما في صيغة إبرام العقود مثل بعتك ... أو طلقتك الخ .. -

وما سمي الإنشاء إنشاء إلا لكونه ينشيء الحدث .. والحدث تابع له أبدا ... فلو انعدمت الجملة الإنشائية انعدم تبعا لها الحدث الواقعي ..

مثلا:

هات الكتاب ..

جملة أنشأت في الواقع حدثا هو إحضار الكتاب ... وبدونها لا أمر ولا إحضار ...

إذا تقرر هذا ظهر استشكالي لمذهب أصوليي الاشاعرة ..

فهم يعتقدون بالكلام النفسي .... ويذهبون إلى أن الكلام اللفظي عبارة أو حكاية عن الكلام النفسي .. وأيا كان فيلزم تقدم الكلام النفسي عن اللفظي ..

فكيف يكون الإنشاء إنشاء وهو مسبوق بما وقع في النفس!!

مثلا:"اضرب"

هي عندهم إنشاء .. لكنها عندهم من جهة أخرى تعبير عما حدث في النفس من معنى الأمر ...

فيؤول الإنشاء إلى خبر ... -أو هذا ما فهمته-

ولا يقال إن التعبير عما في النفس مختلف عن الإخبار عن الخارج .. لأن جملة:

"فرحت بطلوع الشمس" ... مثلا .. إخبارية إجماعا مع أنها تعبير عما في النفس وليس نقلا لواقعة خارجية ..

فهل هذا الاشكال حقيقي أم توهمته؟

أرجو الإفادة من أشعري أو غيره ....

ملاحظة ...

المسالة علمية بحتة لا علاقة لها بنقد مذهب الاشاعرة أو الاعتراض على نظرية الكلام النفسي ..

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 09:24 ص]ـ

وفقك الله يا شيخنا الفاضل

الذي يُفهم من قولهم (الكلام اللفظي حكاية عن الكلام النفسي) أن الكلام اللفظي (إخبار) عن (الإنشاء) الذي وقع في النفس، كما لو قلت لك: (فكرت أمس أن أقول لك اليوم: ذاكر دروسك)، فقولي (ذاكر دروسك) إنشاء إجماعا، ولكني فكرت فيه أمس، فالإخبار وقع عن أنني فكرت فيه، والإنشاء وقع أمس ولم يقع اليوم، ولكنني أخبرتك به اليوم، مع أنه إنشاء اتفاقا.

فحاصل ما فهمته من مذهبهم أن الكلام النفسي الإنشائي وقع في الأزل، ثم حصل التعبير عنه باللفظ بعد ذلك، فكان كأنه إخبار حادث عن الإنشاء القديم.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 12 - 07, 12:43 م]ـ

الذي يُفهم من قولهم (الكلام اللفظي حكاية عن الكلام النفسي) أن الكلام اللفظي (إخبار) عن (الإنشاء) الذي وقع في النفس،

ألا يلزم من هذا - شيخنا الكريم - إشكال في الاصطلاح، إذ هم لا يخالفون سائر المسلمين في تسمية هذا الكلام اللفظي إنشاء لا خبرا. فهل تعرفون عنهم التصريح بخلاف ذلك (أي من جهة الاصطلاح لا المعنى)؟

والذي أراه أن الإنشاء اللفظي - وإن كان مسبوقا بكلام نفسي - يبقى مفتقرا إلى الوجود الخارجي الذي لا يتحقق إلا بحصول الامتثال. فهذا الإنشاء إذن مسبوق لا سابق.

والوجود الخارجي مخالف في ماهيته لهذا الذي يسمونه كلاما نفسيا، فلا إشكال - والله أعلم.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:32 م]ـ

الذي يُفهم من قولهم (الكلام اللفظي حكاية عن الكلام النفسي) أن الكلام اللفظي (إخبار) عن (الإنشاء) الذي وقع في النفس،.

شيخنا أبا مالك ..

لكن الكلام النفسي عندهم شيء واحد ... والاختلاف عندهم في التعلقات .. فلا يقولون عن النفسي إنه إنشاء أو خبر

بل هذه صفات للفظي عندهم ..

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:37 م]ـ

والذي أراه أن الإنشاء اللفظي - وإن كان مسبوقا بكلام نفسي - يبقى مفتقرا إلى الوجود الخارجي الذي لا يتحقق إلا بحصول الامتثال. فهذا الإنشاء إذن مسبوق لا سابق.

والوجود الخارجي مخالف في ماهيته لهذا الذي يسمونه كلاما نفسيا، فلا إشكال - والله أعلم.

شيخنا بارك الله فيك .. وماذا عن الحالات التي لا تقتضي الامتثال مثل حالات الإنشاء غير الطلبي؟

أسلوب التعجب مثلا لا يستدعي طلبا أو امتثالا .. فهل هو خبر عندهم؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 05:20 م]ـ

ألا يلزم من هذا إشكال في الاصطلاح، إذ هم لا يخالفون سائر المسلمين في تسمية هذا الكلام اللفظي إنشاء لا خبرا. فهل تعرفون عنهم التصريح بخلاف ذلك (أي من جهة الاصطلاح لا المعنى)؟

أحسن الله إليكم

لا أعرف عنهم التصريح بخلاف ذلك، ولذلك صدرت كلامي بـ (الذي يُفهم .... )، ولو صرحوا لكان ذكر التصريح أولى من ذكر فهمي.

والإشكال لازم لهم على جميع الأحوال بسبب هذه البدعة التي لم يسبقوا إليها، ولذلك اضطربوا غاية الاضطراب في شرحها حتى أعلن الآمدي عجزه عن حل بعض إشكالاتها.

وقد يفهم ما أقول من قول الشهرستاني في نهاية الإقدام:

((الكلام بحقيقته خبر عن المعلوم، وكل عالم يجد من نفسه خبرًا عن معلومه ضرورة، فإن تعلق بالشيء الذي وجب فعله سمي أمرًا، وإذا تعلق بالشيء الذي حرم فعله سمي نهيًا، وإن تعلق بشيء ليس فيه اقتضاء وطلب سمي خبرًا واستخبارًا .... ))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير