[وقوع المجاز]
ـ[سلطان الشثري]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:41 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع خطاه إلى يوم الدين
فهذا بحث مبسط جمعت فيه أقوال بعض العلماء في مسألة المجاز وقد كنت اعتمدت على كتاب الإحكام للآمدي رحمه الله فكنت ٍاجمع ما قاله ثم أرد عليه من كلام أهل العلم ثم حصل أني رأيت في فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله في أحد الفصول رداً مفصلاً على الآمدي رحمه الله فانتقيت منه القليل خشيت التطويل ونقلت القليل من كلام ابن القيم رحمه الله ومن كلام الشنقيطي رحمه الله ومن كلام الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية
ونشرع الآن في المسألة:
تحرير محل النزاع:
اتفق العلماء على وجود الحقيقة في اللغة
اختلف العلماء في وجود المجاز في اللغة:
القول الأول والرد عليهم:من يقول بوجود المجاز في القرآن ونسب هذا القول إلى الجمهور: قال الآمدي رحمه الله: {اختلف الأصوليون في اشتمال اللغة على الأسماء المجازية فنفاه الأستاذ أبو إسحاق ومن تبعه وأثبته الباقون وهو الحق} [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn1)
قال شيخ الإسلام رحمه الله {إن أراد بالباقين من الأصوليون كل من تكلم في أصول الففه من السلف والخلف فليس الأمر كذلك} [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn2)
تعريف الحقيقة والمجاز:
قال الآمدي رحمه الله: {فاعلم أن الأسماء الحقيقية قد يطلقها الأصوليون على لغوية وشرعية وتنقسم اللغوية إلى وضعية وعرفية} إلى أن قال {والحق في ذلك أن يقال:-هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً في اللغة كالأسد المستعمل في الحيوان الشجاع العريض الأعالي والأسنان في الحيوان الناطق وأما الحقيقة العرفية اللغوية فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له بعرف الاستعمال اللغوي وهي قسمان:
الأول:أن يكون الاسم قد وضع لمعنى عام ثم يخصص بعرف استعمال أصل اللغة ببعض مسمياته}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته بعد أن ساق قول من قال أن الخلاف مع أبي إسحاق رحمه الله لفظي وكلام طويل فقال {وهذا كله إنما يصح لو علم أن الألفاظ العربية وضعت لمعان ثم بعد ذلك استعملت فيها فيكون لها وضع متقدم على الاستعمال وهذا إنما يصح على قول من يجعل الألفاظ اصطلاحية فيدعي أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا وهذا بكذا ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله أبي علي الجبائي} [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn3)
الثاني: أن يكون الاسم في أصل اللغة بمعنى ثم يشتهر في عرف استعمالهم بالمجاز الخارج عن الموضوع اللغوي بحيث انه لا يفهم في اللفظ عند إطلاقه غيره كاسم الغائط فإنه وإن كان في أصل اللغة للموضع المطمئن من الأرض غير أنه قد اشتهر في عرفهم بالخارج المستقذر من الإنسان} [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn4)
قال رحمه الله في تحديد الحقيقة: {إن شئت أن تحد الحقيقة على وجه يعم جميع هذه الاعتبارات قلت الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً في الاصطلاح الذي به التخاطب} [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn5)
قال شيخ الإسلام رحمه الله {والمقصود أن هذه الحقيقة العرفية لم تصر حقيقة لجماعة تواطؤا على لفظها ولكن تكلم بعض الناس و أراد بها ذلك المعنى العرفي ثم شاع الاستعمال فصارت حقيقة عرفية بهذا الاستعمال ولهذا زاد من زاد منهم في هذه الحقيقة في اللغة التي بها التخاطب ثم هم يعلمون ويقولون إنه قد يغلب الاستعمال على الألفاظ فيصير المعنى العرفي أشهر فيه ولا يدل عند الإطلاق إلا عليه فتصير الحقيقة العرفية ناسخة للحقيقة اللغوية واللفظ مستعمل في هذا الاستعمال الحادث العرفي وهو حقيقة من غير أن يكون لما استعمل فيه ذلك تقدم وضعه فعلم أن تفسير الحقيقة بهذا لا يصح} [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn6)
وعرف المجاز:
¥