تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجويني مجدد علم الأصول وطليعة علماء المقاصد:]

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 09:50 م]ـ

[الجويني مجدد علم الأصول وطليعة علماء المقاصد:]

تقاسم الشيخان عبد الوهاب أبو سليمان , ومحمد الحبيب ابن الخوجة من خلال استقراءه لكلام ابن عاشور هذه الدعوى

فأبو سليمان في كتابه الفكر الأصولي يقول:

التجديد الذي أبرز ثوابته ومعالمه الواضحة التي لا يعزب عن المتخصصين الذين يعيشون على الفكر الأصولي في مدوناته ومصادره الأصلية ... هو كما يقتضيه الإنصاف بالحكم ما تفرَّد به إمام الحرمين في هذا المجال بكل ما قيل، بل والأحرى أن يعد كتابه البرهان في أصول الفقه مشروعا لتجديد هذا العلم بكل ما يعنيه التجديد موضوعا وشكلا أيضا في صورة غير مسبوقة وغير ملحوقة أنموذجا رفيعا لتحقيق هذه الغاية.

ثم ذكر الأستاذ الدكتور في حديث طويل عناصر تجديد الفكر الأصولي وجعل منها:

1 - التسليم التام لأصول الشريعة وإبقاؤها على الرأي.

2 - التحليل الموضوعي وتصويب المجتهدين في المظنونات.

3 - تفهم آراء المخالفين وإنصافهم.

4 - كيفية استخلاص الرأي الصحيح.

5 - إعطاء كل موضوع خاصيته وعدم اعتباره بغيره.

6 - إحكام صياغة المصطلحات الأصولية.

راجع الفكر الأصولي لعبد الوهاب أبو سليمان، تم النقل بواسطة: ص 520 من كتاب "بين علمي أصول الفقه والمقاصد" لمحمد الحبيب ابن الخوجة.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 12 - 07, 09:51 م]ـ

أما محمد الحبيب ابن الخوجة في كتابه الذي طبع مع مقاصد ابن عاشور الموسوم بـ" بين علمي أصول الفقه والمقاصد"

فإنه استشف من كلام ابن عاشور في البدائة بذكره في كتابه المقاصد وفي أكثر من موضع أنه كان طليعة علماء المقاصد زمنا والمقصود في التدوين وإلا فإن جهابدة الأمة قبل الجويني على علم بالمقاصد.

فيقول الحبيب ابن الخوجة:

بدأ صاحب المقاصد (أي ابن عاشور) بذكر إمام الحرمين في القضية التي أثارها حول قطعية أدلة أصول الفقه

وتحدث عنه وعن الغزالي في موضوع المصالح المرسلة وعن موقفهما منه.

ثم نقل الحبيب عن ابن عاشور ما يلي:

وإني لأعجب فرط العجب من إمام الحرمين على جلالة علمه ونفاد فهمه كيف تردد في هذا المقام. (مقاصد الشريعة لابن عاشور ص 245

ثم ألحق ابنُ عاشور بـ الجويني والغزالي بقية الخمسة وذلك في قوله:

ولحق بأولئك أفذاذ أحسب أن نفوسهم جاشت بمحاولة هذا الصنيع مثل العز بن عبد السلام وأبي العباس أحمد بن إدريس القرافي الذين حاولا جاهدين تأسيس المقاصد الشرعية

وختم إكباره لجهود هؤلاء الأئمة بما ميز به أبا إسحاق الشاطبي من قوله:

والرجل الفذ الذي أفرد هذا العلم بالتدوين هو أبو إسحاق الشاطبي ...

قال الجويني في المسألة 205:

فمن لم يتفطن لوقوع المقاصد في الأوامر والنواهي فليس على بصيرة في وضع الشريعة.

وقال في الباب الثالث من كتابه في تقاسيم العلل والأصول التي بها تظهر المقاصد ويكشف عن المصالح:

ونحن نقسمها خمسة أقسام:

الأول: ما يعقل معناه وهو أصل ويؤول المعنى المعقول منه إلى أمر ضرروي لا بد منه مع تقرير غاية الإيالة الكلية والسياسة العامية وهذا بمنزلة قضاء الشرع بوجوب القصاص في أوانه فهو معلل بتحقق العصمة في الدماء المحقونة والزجر عن التهج عليها.

والثاني: ما يتعلق بالحاجة العامة ولا ينتهي إلى حد الضرورة.

الثالث: ما لا يتعلق بضرورة خاصة ولا بحاجة عامة ولكنه يلوح فيه غرض في جلب مكرمة أو في نفي نقيض لها ويجوز أن يلتحق بهذا الجنس طهارة الحدث وإزالة الخبث.

الرابع: ما لا يستند إلى حاجة وضرورة وتحصيل المقصود فيه مندوب إليه تصريحا ابتداء ...

الخامس: ما لا يلوح فيه للمستنبط معنى أصلا ولا مقتضى من ضرورة أو حاجة أو استحثاث علىمكرمة مبينا أثرها فيتعقبها وهذا يندر تصويره جدا فإنه ان امتنع استنباط معنى جزئي فلا يمتنع تخيله كليا ومثاله: العبادات البدنية المحضة.

وقد تضمن كتاب البرهان شواهد على عناية الجويني بالأصول وبالمقاصد الشرعية وردت في تأليف الشيخ ابن عاشور على الترتيب التالي:

1 - إدراج الجويني في البرهان كثيرا من الظنيات.

2 - لم يدون الأصوليون في أعمالهم أصولا قواطع.

3 - اعتذار إمام الحرمين عن إدخال ما ليس بقطعي في مسائل أصول الفقه.

4 - ذكر الجويني لصيغة من الاستدلال تحتاج إلى التنبيه عليها. وذلك قوله:

والذي نراه القطع به التعلق بمقتضى الصيغة في أصل اللسان فإذا نظرنا إلى معناها فهو عام وإذا نظرنا إلى السبب فليس بدعا أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء فيذكر في مقابلته تأسيس شرع يأخذ منه السائل حظه ويسترسل مقتضى اللفظ على غيره.

ثم ذكر الحبيب حسب استقراءه لكلام ابن عاشور أمرين آخرين

راجع: بين علمي أصول الفقه والمقاصد لمحمد بن الحبيب الخوجة ص 84 - 86

في الباب الثاني: مع رواد علم أصول الفقه وعلم مقاصد الشريعة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير