في أوَّل الكلمة زائدةٌ
وقد قرَّر النُّحاة: أنَّ الوصفَ المبدوءَ بميم زائدة – أي: على وزن مُفْعِل،
أو مُفْعَل، أو مَفْعُول، أو مُفَعِّل، ونحوها – إذا كان للعاقل= فإنه
لا يُجمَع جمعَ تكسير، بل يُجمعُ جمعَ سلامة: بالواو والنُّون، والياء
والنُّون، إلا ما شذَّ، وهي ألفاظٌ قليلةٌ محفوظةٌ أوردها علماءُ العربيَّة
. في كتبهم
فالقياسُ في جمع مُدير: مُديرون في حالة الرَّفع، ومُديرين في حالتَي
. النَّصب والخَفْض
. ولم يُسمَع مُدَراء جمعًا لمُدير في كلامٍ فصيح؛ ليُلحَقَ بما شذَّ من الجُموع
وأما سببُ الوهم والخطأ في جمعمُدير على مُدَراء فهو الظَّنُّ بأنَّ مُدير
وجمعَه على مدر] الجذر: [من على وزن فَعيل - مع أن ميمَه مضمومة-
وزن فُعَلاء، مثل: حَكيم وحُكَماء، وكَريم وكُرَماء، ونحوها، وهو ظنٌّ فاسدٌ
. ساقطٌ؛ لِما تقدَّم
ويَصِحُّ أن يكونَ لفظ مُدَراء جمعَ تكسيرٍ لاسم الفاعل مادِر، من الفعل
الثُّلاثي مَدَرَ يقال: مَدَرَ الرجلُ الجِدارَ يَمدُرُه مَدْرًا: إذا
. سَدَّ خِلالَ حِجارَتِه بالمَدَر، وهو الطِّينُ اللَّزِجُ المُتَماسِك
وعليه فالمُدراءُ: هم المُطَيِّنون للجُدُر وغيرها، وشَتَّانَ ما بينَ
. المُطَيِّنينَ المُدَراء والمسؤولينَ المُديرين
هذا وقد ذهب إلى تخطِئة مُدَراء جمعًا لمدير: جمٌّ غفيرٌ من اللُّغَويِّين
: العصريِّين الذين كتبوا في لحن العامَّة والأخطاء الشَّائعة، منهم
ص122. 1 - د. محمد تقيُّ الدِّين الهِلالي في تقويم اللِّسانَين
ص207. 2 - د. أحمد مختار عمر في العربيَّة الصَّحيحة
(346). ص93 محمد العَدناني في معجم الأخطاء الشَّائعة 3 - رقم
ص7. 4 - د. عبدالعزيز مطر في أحاديث إذاعيَّة في الأخطاء الشَّائعة
ص132. 5 - إدريس بن الحسن العَلَمي في في اللغة
ص75. 6 - خالد قوطرَش وعبداللَّطيف أرناؤوط في الأخطاء السَّائرة
ص304. 7 - د. إميل بديع يعقوب في معجم الخطأ والصَّواب
د. محمد المفدَّى ود. سيِّد أبي الحطب ود. محمد سعادة في ما تلحن فيه 8 -
ص195. الصُّحف
ص50. 9 - قاسم العامر فيقل ولا تقل
مروان البوَّاب وإسماعيل مَرْوَة في دليل الأخطاء الشَّائعة في الكتابة 10 -
والنُّطق
ص31.
ولا يفوتُني التنبيهُ على أن كلمة مُدَراء جمعًا لمدير، لم تَرد في أيِّ معجم
لغويًّ مُعتَمَد، وإنما تفرَّد بذكرها – فيما أعلم- معجم المُنجِد؛ فذكر
أن جمعَ ((مُدير: مُدَراء ومُديرون،)) وهذا منه صنيعٌ غيرُ مَرضِيٍّ، وإيرادُ
المُنجِد لـ مُدَراء لا ينقُل الكلمةَ من الخطأ إلى الصَّواب، بل تبقى
. خطأً مَحضًا مردودًا
ومعجم المنجِد ألَّفه الأبُ لويس المعلوف اليَسوعي، وهو على حُسن تنظيمه تُؤخَذ
عليه أمورٌ كثيرة تَهُزُّ الثِّقةَ به هزًّا، وكان كتبَ قديمًا أستاذُ أساتيذ
العربيَّة سعيد الأفغاني- يومَ كان رئيسًا لقسم اللُّغة العربيَّة بجامعة
دمشق- تقريرًا في التَّحذير من المنجِد، بعنوان: أضرارُ المنجِد والمنجِد
. الأبجَدي
: وعقدَ الدُّكتور مازن المبارك فصلاً في كتابه: نحو وعي لغويٍّ بعُنوان
. المنجِد لا يُنجِد
وجعلَ الأستاذ يسري عبدالغني عبدالله فصلاً في كتابه: معجم المعاجم العربيَّة
. بعنوان: المنجِد يريد من يُنجِدُه
وحبَّر علامة العراق مصطفى جواد مقالات في مجلَّة لغة العرب بعنوان: المنجِد
كتاب: في التُّراث اللُّغوي الذي ضمَّ مقالات [عن وما فيه من الأوهام
البكَّاء]. مصطفى جواد. تحقيق: د. محمد عبدالمطَّلب
وكتبَ الأستاذ عبدالستَّار فَرَّاج مقالاً في مجلَّة العربي بعنوان: المنجِد
. معجم في اللغة نقدٌ لا مفَرَّ منه
ونشرَ الأستاذ مصطفى الشِّهابي مقالاً في مجلَّة المجمع العلميِّ العربيِّ
. بدمشق بعنوان: نظرةٌ في المنجِد
وأنشأَ الأستاذ منير العِمادي مجموعةَ مقالات بيَّن فيها أغلاطَ المنجِد
ومؤلِّفه لويس المعلوف، نُشرت في مجلَّة المعرفة الدمشقيَّة، وفي مجلَّة
. المجمع العلميِّ العربيِّ بدمشق
وألَّّّّف الأستاذ إبراهيم القطَّان كتابًا في نقده أسماه: عثراتُ المنجِد
. في الأدب والعلوم والأعلام
: وصنَّف في نقده أيضًا الدُّكتور أحمد طه حَسانين سُلطان كتابًا بعنوان
. المنجِد للمعلوف في ميزان النَّقد اللُّغوي
ونقدَه الأستاذ عبدالله كنُّون في مجلَّة اللِّسان العربيِّ، التي يُصدرها
¥