وقيل هي لمبهم العدد تكون تقليلا وتكثيرا قاله ابن الباذش وابن طاهر فهذه ثمانية أقوال حكاها أبو حيان في شرح التسهيل ومن ورودها للتكثير قوله تعالى! (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)! [الحجر: 2] فإنه يكثر منهم تمني ذلك وحديث البخاري
(يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) ومن مواضع الفخر قول عمارة بن عقيل: 1067 - (فإنْ تَكُن الأيّامُ شَيَّبْنَ مَفْرقى ** وأكْثَرْنَ أشجاني وفَلّلن مِنْ غربي) وقول الآخر: 1068 - (فيا رب يوم قد لَهْوتُ ولَيْلةٍ ** بآنِسَةٍ كأنها خَطُّ تِمْثال)
ومن ورودها للتقليل: 1069 - (ألا رُبّ مَولودٍ وليس له ابٌ ** وذي ولد لم يَلْدَهُ أبوان) (وذي شمة غَرَّاء في حُرّ وجهه ** مجلّلةٍ لا تنقضى لأوان)
(همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)
وأيده الرضي بأنها في التقليل أو التكثير مثل كم الخبرية في التكثير إذ معنى رب رجل قليل أو كثير من هذا الجنس كما أن معنى كم رجل كثير من هذا الجنس)
(حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك)
وربّ موضوع في كلام العرب للتقليل وكم موضوع للتكثير، ثم ربما حملت رُبّ على كم في المعنى فيراد بها التكثير، وربما حملت كم على رب في المعنى فيراد بها التقليل
شرح المعلقات السبع للزوزني
و"رب" معناها التقليل وقد تكون للتكثير، تقول -مثلًا-: ربَّ أخٍ لك لم تلده أمك، هنا ما المراد منها هنا؟ التقليل، أو التكثير؟ هي الصحيح يعني: ليست هنا نصًّا قاطعًا على شيء؛ لكن ربما يكون الأبرز منها والأغلب التكثير؛ وهو أن يقول: ليس الإخوان فقط هم إخوانك؛ ولكن ربما وجدت إخوانًا كثيرين ليسوا من أمك، وهذا هو الواقع فعلًا
رُبَّ: من حروف الجرّ، معناها التقليل أو التكثير، على حسب الحال. ومن سياق الكلام يتبيّن المراد.
قواعد اللغة العربية
رب كلمة تقليل وتكثير الأول مجاز والثاني حقيقة مرغوبة والتقليل أبدا والتكثير دائما أو لهما على السواء أو للتقليل غالبا والتكثير نادرا أو بالعكس أو للتكثير في موضع المباهاة والتقليل فيما عداه أو لم توضع لهما بل يستفادان من سياق الكلام
كتاب الكليات
ومعنى "رُبَّ" التَّكْثِير، وتَأْتي للتَّقليل فالأَوَّلُ كقوله عليه الصلاة والسلام: (يا رُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيا عَارِيةٌ يَوْمَ القِيامة). والثاني كقول رجلٍ من أزْد السَّراة:
ألا رُبَّ مَوْلُودٍ وليس لهُ أبٌ * وذِي وَلَدٍ لمْ يَلْدَهُ أبوانِ
معجم القواعد العربية
رُبَّ تكونُ للتّقليلِ وللتّكثير، والقرينةُ هي التي تُعيّنُ المرادَ. فمن التقليل قولُ الشاعر
*أَلا رُبَّ مَوْلودٍ، وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ * وذي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوانٍ*
يُريدُ بالأول عيسى، وبالثاني آدمَ، عليهما السلامُ. ومن التكثيرِ حديثُ "يا رُب كاسِيةٍ في الدنيا عاريةٌ يومَ القيامةِ"، وقولُ بعضِ العرب عند انقضاءِ رَمضانَ "يا رُبَّ صائمهِ لن يَصومَهُ ويا رُبَّ قائمهِ لن يَقومهُ
(جامع الدروس العربية)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 12 - 08, 10:44 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الكلام عن استعمالها عند ابن مالك فقط، وليس عن كلام العلماء في معناها عموما!
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[29 - 12 - 08, 04:15 م]ـ
شيخنا أبا مالك ..
قرأت موضوعكم في منتدى الألوكة ..
وطرحت المسألة على أحد مشايخي ..
فأجاب بأن ابن مالك يعني بـ (ربما) الجواز والصحة ..
سواء أفادت الكثرة (وهذا واضح)، أو القلة (وذلك لدرء شوب الشذوذ) ..
والله تعالى أعلم بالصواب ..
وماذا عن هذا الجواب؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 12 - 08, 06:03 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل
السؤال هو: هل المواضع التي يذكر ابن مالك فيها كلمة (ربما) يقاس عليها أو لا؟
الجواب الذي ظهر لي بالتتبع أنها يقاس عليها ولكنها ليست هي مشهور كلام العرب.
ولم أفهم مراد الشيخ بقوله (أفادت الكثرة)، فهل مقصوده أن الوارد منها كثير في نفسه؟ أو أنه كثير بالنسبة لغيره؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[30 - 12 - 08, 06:37 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك يا شيخنا الفاضل
السؤال هو: هل المواضع التي يذكر ابن مالك فيها كلمة (ربما) يقاس عليها أو لا؟
وطرحت المسألة على أحد مشايخي ..
فأجاب بأن ابن مالك يعني بـ (ربما) الجواز والصحة ..
س. هل كل ماجاز وصح قيس عليه؟
إن كان الجواب (نعم) فلااختلاف بين تقريرك وبين ماقرره شيخنا ..
ولم أفهم مراد الشيخ بقوله (أفادت الكثرة)، فهل مقصوده أن الوارد منها كثير في نفسه؟ أو أنه كثير بالنسبة لغيره؟
ظاهره أنه يريد بذلك الثاني ..
ولم أنقل كلام الشيخ بالنص ..
فإن يكن من اضطراب في الدلالة فهو من اضطراب فهمي (فليُعلم) ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:30 م]ـ
ليس كل ما كان جائزا صح القياس عليه.
والألفية نفسها مليئة بالمواضع الجائزة التي لا يقاس عليها.
¥