تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

175 ـ كـ (إنّ زيدًا عالمٌ بأنّي كفءٌ، ولكنَّ ابنَه ذو ضِغْنِ)

هذا هو القسم الثاني من النواسخ، وهو إن وأخواتها. وهي: إنّ وأنّ وليت ولكنّ ولعلّ وكأنّ. وهي تنصب المبتدأ ويكون اسما لها، وترفع الخبر ويكون خبرا لها.

ومعانيها – في الغالب - كما يلي:

• أن وإن: للتوكيد. قال تعالى: (إن الله لذو فضل على الناس).

• كأن: للتشبيه. قال تعالى: (كأنهم حمر مستنفرة).

• لكن: للاستدراك. نحو: (العدو كثير العدة والعدد، لكنّ المجاهدين مستعدون لملاقاته).

• ليت: للتمني، وهو طلب المحال أو بعيد المنال، نحو: (ليت الشباب يعود يوما).

• لعل: للترجي، وهو طلب الممكن المحبوب، نحو: (لعل الأمةَ تقوم من رقدتها)؛ وللإشفاق، وهو توقع الممكن المكروه، نحو: (لعل العدو قادم).

176 ـ وراعِ ذا الترتيبَ، إلا في الذي * * * كـ (ليت فيها - أو هنا - غيرَ البَذي)

يجب مراعاة هذا الترتيب، أي: تقديم الاسم وتأخير الخبر، إلا إذا كان الخبر شبه جملة (ظرفا أو جارا ومجرورا) فله حالات:

• يجب تقديمه في نحو: (ليتَ في المنصب مستحِقه)، لأن في الاسم ضميرا يرجع إلى بعض الخبر، فيمتنع تقديم الاسم لئلا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

• يجب تأخيره في نحو: (إن زيدا لفي الدار)، لوجود اللام.

• يجوز الوجهان في غير ما سبق، نحو: (ليت فيها غيرَ البذي)، و (ليت هنا غير البذي)، يجوز فيهما تقديم (فيها) و (هنا) ويجوز تأخيرهما.

وأما معمول الخبر فلا يجوز تقدمه على الاسم مطلقا، فلا تقول في (إن زيدا قارئ كتابك): (إن كتابك زيدا قارئ). وأجازه بعضهم إذا كان المعمول ظرفا أو جارا ومجرورا، وشاهده قول الشاعر:

فلا تلحَني فيها، فإن بحُبها * * * أخاكَ مصابُ القلبِ، جمٌّ بلابله.

فالاسم: (أخاك) والخبر: (مصاب القلب)، ومعمول الخبر: (بحبها)، وقدمه على الاسم.

177 ـ وهمزَ إنَّ افتحْ لسدِّ مَصْدرِ مسدَّها، وفي سِوى ذاكَ اكْسِرِ

لهمزة (إن) ثلاثة أحوال: وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجواز الوجهين.

فيجب الفتح إذا وجب تقديرها مع معموليها بمصدر، يسد مسدها ومسد معموليها، كأن تقع:

• في موضع رفع فاعلا، نحو: (يعجبني أنك مجتهد)، أي (يعجبني اجتهادُك).

• في موضع نصب مفعولا به، نحو: (عرفتُ أنك مواظب على الدرس)، أي: (عرفتُ مواظبتَك).

• في موضع جر بحرف جر، نحو: (عجبت من أنك شجاع)، أي: (عجبت من شجاعتك).

ونحو ذلك.

هذا كلام الشيخ عصام

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 10 - 06, 01:18 م]ـ

178 - فاكسِرْ في الابْتِدا، وفي بَدءِ صِلَه ... وحيثُ (إنّ) لِيَمينٍ مُكْمِلَه

179 - أو حُكِيتْ بِالقَولِ، أوْ حلَّتْ محلْ ... حالٍ، كَـ (زُرتُهُ وإنِّي ذُو أَملْ)

180 - وكَسروا مِن بعد فِعلٍ عُلّقا ... باللام، كـ (اعْلمْ إنَّه لذو تُقى)

ويجب الكسر في ستة مواضع:

• أن تقع في ابتداء الكلام، سواء أكان الابتداء حقيقيا، نحو: (إن الجهاد فرضٌ)، أو حكميا كالواقعة بعد (ألا) الاستفتاحية، نحو: (ألا إن نصر الله قريب).

• أن تقع في صدر صلة الموصول، نحو قوله تعالى: (وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة).

• أن تقع جوابا لقسم، وذلك في حالتين:

أولها: أن يذكر فعل القسم واللام، نحو: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم).

والثانية: أن يحذف فعل القسم، وتذكر اللام، نحو: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر).

والثالثة: أن يحذف فعل القسم، وتحذف اللام، نحو: (والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة).

• أن تقع في جملة محكية بالقول، نحو: (قال إني عبد الله). لكنها تفتح إذا كان القول بمعنى الظن، نحو: (أتقول أن زيدا قائم؟).

• أن تقع في أول جملة الحال، نحو: (زرته وإني ذو أمل)؛ فجملة: (إني ذو أمل) حالية. ومنه قوله تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المومنين لكارهون).

• أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب، وقد علق عن العمل (أي أبطل عمله) بسبب وجود اللام؛ نحو: (والله يعلم إنك لرسوله)، فجملة (إنك لرسوله) سدت مسد مفعولي (يعلم). وسيأتي في محله.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - 10 - 06, 07:42 م]ـ

واصل شيخنا

جزاك الله خيرا

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 10 - 06, 08:41 م]ـ

181 - بعدَ إذا فُجاءةٍ أو قَسَمِ ... لا لامَ بعدَه بِوجْهَينِ نُمِي

182 - معْ تِلْوِ فَا الْجَزَا، وذا يطّردُ ... في نحو (خيرُ القولِ إنّي أحمدُ)

ويجوز الوجهان – أي: فتح همزة إن وكسرها – في صورتين:

• أن تقع بعد إذا الفجائية، نحو: (أفقتُ فإذا إن الشمس طالعة). يجوز كسر الهمزة، فتكون (إن الشمس طالعة) جملة مستأنفة. ويجوز فتحها فتقدر بمصدر يكون مبتدأ خبره إذا الفجائية، والتقدير: (أفقت فإذا طلوعُ الشمس)؛ أو يكون الخبر محذوفا، تقديره (موجودٌ).

• أن تقع جواب قسم، ذكر فعله ولم تذكر اللام في خبرها، نحو: (أقسم إن زيدا قائم)، بالفتح والكسر معا.

• أن تقع بعد فاء الجزاء (وهي التي تكون في صدر جزاء الشرط)، نحو: (من يأتني فإنه مكرم) بالفتح والكسر معا.

وقد قرئ بهما في قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم).

• أن تقع بعد مبتدإ هو في المعنى قول، وخبر إن قول، والقائل واحد. نحو: (خير القول إني أحمد الله). فالمبتدأ قول في المعنى، وإن لم يكن من مادة (قال). فالكسر على أن الجملة خبر، والفتح على تأويل مصدر هو الخبر، والتقدير: (خير القول حمد الله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير