تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: لعل عكرمة يرى شيئاً وافق الأباضية أو الصفرية، ولعل ذلك كله لا يثبت، لكن الرجل عالم بالتفسير والسيرة ثقة ثبت علامة والله أعلم.

(3) قتادة بن دعامة السدوسي

كان في زمانه حافظ عصرة وقدوة المفسرين والمحدثين، وكان من أوعية العلم وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ وقد روى عنه أئمة الإسلام والعلماء الأعلام، وقد أثنى العلماء على حفظة وعلمه وفقهه وفضله.

لكنه رمي بالقدر، وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 271 (وكان يرى القدر نسأل العفو ومع هذا فما توقف أحد في صدقة وعدالته وحفظة، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعة، والله حكم عدل لطيف بعبادة، ولا يسأل عما يفعل، ثم أن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعة واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، ونعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك) أهـ.

قلت: هذا ما حكاه الحافظ الذهبي بنصه، وهو كما ترى أيها القارئ كلام متين ينبغي أن يكون نبراساً لسالكي طريق الهدى، وما أحوجنا إليه في زمن بكىءٍ درة، قليل علماؤه، كثير جهالة وضلاله.

وقال الإمام ابن حزم – رحمة الله – عن قتادة كما في كتابه مراتب الإجماع: (ولسنا نخرج من جملة العلماء من ثبتت عدالته وبحثه عن حدود الفتيا وإن كان مخالفا ً لنحلتنا بل نعتد بخلافه كسائر العلماء ولا فرق ... ) ثم ذكر من بين هؤلاء قتادة بن دعامة السدوسي.

وقال الجوزجاني (نقلا عن سير أعلام النبلاء 4/ 186): (كان قوم يتكلمون في القدر، احتمل الناس حديثهم لما عرفوا من اجتهادهم في الدين والصدق والأمانة، ولم يتوهم عليهم الكذب وإن بلوا بسوء رأيهم منهم معبد الجهني، وقتادة، ومعبد رأسهم) أ.

وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري مقدمة فتح الباري ص 436 (وقال ابن معين رمي بالقدر وذكر ذلك عنه جماعة، وأما أبو داود فقال: لم يبت عندنا عن قتادة القول بالقدر والله أعلم) أهـ.

(4) حماد بن أبي سليمان

هو العلامة الأمام الفقيه، فقيه العراق، وكان أحد العلماء الأذكياء، والكرام الأسخياء، وهو على إمامته وفضله وقع في الأرجاء فقد قال معمر: قلت لحماد: كنت رأسا، وكنت إماما في أصحابك، فخالفتهم فصرت تابعا، قال: أني أن أكون تابعا في الحق خير من أن أكون رأساً في الباطل.

وعقب الأمام الذهبي كما في السير 5/ 233 على كلام معمر قائلاً: (قلت: يشير معمر إلى أنه تحول مرجئا إرجاء الفقهاء، وهو أنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان، ويقولون: الإيمان إقرار باللسان، ويقين بالقلب، والنزاع على هذا لفظي ما شاء الله، وإنما غلو الإرجاء من قال: لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض. نسأل الله العافية .. أهـ

قلت: والمعروف أن تفسير الإيمان عند السلف قول وعمل والمراد تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وسيأتي بعد قليل في ترجمة أبى حنيفة شئٌُ من الزيادة وبالله التوفيق.

(5) أبو حنيفة النعمان

وهو أحد الأئمة الأربعة، الفقيه المشهور والعلامة المعروف أحد الأعلام الكبار، وقع في الإرجاء، إرجاء الفقهاء وهو تفسير الإيمان بالعلم والقول وخالف جماهير أهل السنة والجماعة حيث تفسيرهم للإيمان:

تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقد اعتذر ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله - شارح العقيدة الطحاوية لأبي حنيفة كاعتذار الذهبي – رحمة الله – لحماد بن أبي سليمان حيث قال كما في ص 462: (والاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنة اختلاف صوري، فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب، أو جزء من الإيمان، مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو بمشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه، نزاع لفظي لا يترتب عليه فساد اعتقاد) أهـ

(6) أبو معاوية محمد بن خازن الضرير

أحد العلماء الأعلام وكان إماماً حجةً من الحفاظ الجهابذة إلا أنه كان من المرجئة، لكن إرجاءه إرجاء الكوفة، كمن سبق ذكره.

قال العجلي: كوفي ثقة يرى الإرجاء وكان لين القول فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير