قال يعقوب بن شيبه: ثقة ربما دلس كان يرى الإرجاء، فيقال: أن وكيعاً لم يحضر جنازته لذلك.
وقال أبو داود: كان رئيس المرجئة بالكوفة.
لكنه مع ذلك إمام هدى، من أعلم الناس بحديث الأعمش.
(7) شبابه بن سوّار
الإمام الحافظ الحجة، قال عنه الذهبي: (وكان من كبار الأئمة إلا أنه مرجئ) وقال علي بن المديني: (صدوق إلا أنه يرى الإرجاء ولا ينكر لمن سمع ألوفاً أن يجئ بخبر غريب) أهـ
(8) الحسن بن صالح بن حي
أحد أئمة الإسلام والعلماء الأعلام، أثنى عليه كثيرون من أهل العلم والفضل، لكن كان متلبسا بترك الجمعة خلف الفاسق وكان يرى السيف.
قال وكيع: حدثنا الحسن، قيل: من الحسن؟ قال: الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير أو شبهته بسعيد بن جبير.
وعقب الذهبي على كلام وكيع قائلاً: (قلت: بينهما قدر مشترك وهو العلم والعبادة والخروج على الظلمة تديناً) أهـ
وقال الذهبي أيضا: (كان يرى الحسن الخروج على أمراء زمانه لظلمهم وجورهم، ولكن ما قاتل أبداً، وكان لا يرى الجمعة خلف الفاسق) أهـ
وقال أيضا: (هو من أئمة الإسلام، لولا تلبسه ببدعة) أهـ
وقال الحافظ بن حجر كما في تهذيب التهذيب دفاعا عن الحسن بن صالح: (وقولهم كان يرى السيف يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة ابن الأشعث وغيرها عظه لمن تدبر، وبمثل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والإتقان والورع التام، والحسن مع ذلك لم يخرج على أحد وأما ترك الجمعة ففي جملة رأيه ذلك أنه لا يصلي خلف فاسق ولا يصح ولاية الإمام الفاسق فهذا ما يعتذر به عن الحسن وإن كان الصواب خلافه فهو إمام مجتهد) أهـ
واعتد ابن حزم بخلافه كعالم من علماء الإسلام كما في كتابة مراتب الإجماع.
(9) ابن منده (أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله محمد بن منده)
قال الذهبي في ترجمته في السير 18/ 354: (أطلق عبارات بدّعه بعضهم بها، الله يسامحه، وكان زعراً على من خالفه، فيه خارجية، وله محاسن وهو في تواليفه حاطب ليل يروي الغث والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدر الثمين ... ) أهـ
قلت: ومن أخطائه التي يصدق عليها أن تكون بدعة وخالف فيها جماهير أهل السنة والجماعة، قولة بأن الله إذا نزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل يخلو منه العرش، قد بين شيخ الإسلام أن أهل الحديث في مسألة هل يخلو منه العرش أو لا في النزول على ثلاثة أقوال:
1 - جمهورهم: لا يخلو منه العرش، وصوبه.
2 - منهم من ينكر أن يقال: يخلو أو لا يخلو كما يقول في ذلك الحافظ عبد الغني المقدسي وغيره.
3 - منهم من يقول: بل يخلو منه العرش، وقد صنف أبو القاسم عبد الرحمن بن أبى عبد الله بن محمد بن منده مصنفاً في الإنكار على من قال: لا يخلو منه العرش، وسماه الرد على من زعم أن الله في كل مكان وعلى من زعم أن الله ليس له مكان، وعلى من تأول النزول على غير النزول)
إلى أن قال ابن تيميه كما في مجموع الفتاوى 5/ 380 - 396 (وفي الجملة فالقائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه وما ذكره عبد الرحمن من تضعيف تلك الرواية عن إسحاق فقد ذكرنا الرواية الأخرى الثابتة التي رواها ابن بطه وغيرة، وذكرنا أيضا اللفظ الثابت عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد رواه الخلال وغيرة ... ) أهـ
ومع هذا فإنه كما قال الذهبي: الشيخ الإمام المحدث المفيد الكبير المصنف.
(10) محمد بن إسحاق بن يسار
إمام المغازي، أحد الحفاظ وكان الشافعي يقول: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق، وهو صدوق.
قال عنه الإمام أحمد: حسن الحديث، وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق وذكر عن سفيان أنه ما رأى أحداً يتهمه، وللإمام مالك كلام شديد فيه، ولكن يعتبر من جرح الأقران.
¥