ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:10 م]ـ
شيخنا الكريم ابن الكرام / المقرئ حفظه الله تعالى ورعاه
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك، وأن يجعلنا وإياك ممن وفق لقيام ليلة القدر وممن أعتق من النار ووالدينا وإخواننا والمسلمين.
أضيف الى ماذكرتم وفقكم الله ما ذكره الإمام ابن رجب رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري حيث قال:
باب الإستسقاء في المصلى
حدثنا عبدالله بن محمد: أنا سفيان، عن عبدالله بن ابي بكر: سمع عباد بن تميم: خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى المصلى يستسقي، واستقبل القبلة، فصلى ركعتين، وقلب رداءه.
قال سفيان: وأخبرني المسعودي، عن أبي بكر، قال: جعل اليمين على الشمال.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
الخروج لصلاة الإستسقاء الى المصلى مجمع عليه بين العلماء، حتى وافق الشافعي عليه - مع قوله:إن الأفضل في العيد أن يصلى في الجامع إذا وسعهم.
وذلك لأن الإستسقاء يجتمع له الخلق الكثير، فهو مظنة ضيق المسجد عنهم، ويحضره النساء والرجال وأهل الذمة والأطفال، فلا يسعهم غير الصحراء. أ. هـ
قال ابن عبدالبر في الإجماع:
"أجمع العلماء على أن الخروج الى الإستسقاء، والبروز، والإجتماع الى الله عز وجل، خارج المسجد بالدعاء والضراعة اليه تبارك اسمه، في نزول الغيث، عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط، سنة مسنونة، سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاخلاف بين علماء المسلمين في ذلك ".
والحمدلله.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 11 - 04, 06:28 م]ـ
شكر الله لشيخينا الفاضلين، وإتماماً لما تفضلا به فالصلاة في المصليات المعاصرة أولى،
لأمور منها ـ وقد تقدم بعضها أعلاه ـ:
1ـ أن صلاة العيد من المجامع العامة، التي يبرز المسلمون فيها، إظهاراً للعبودية لله تعالى، وهذا التجمهُر متحقق في هذه المصليات أكثر من المساجد المحدودة المساحة، المغلقة البناء.
وشتان شتان بين أن تؤدي صلاة الاستسقاء ـ مثلاً ـ في مصلى مكشوف، وبين أن تؤديها في مسجدٍ مسقوف!
2ـ إظهار هيبة المسلمين، بتكثير سوادهم في أماكن مكشوفة، وهو أمر مقصودٌ شرعاً، تثبيتاً للمؤمنين، وإرهاباً للشانئين، وقد جاءت السنة بإخراج النساء إليها، حتى الحيض منهن، فدل على مقصودية التكثير.
فلنخرج إلى المصلى تحقيقاً لذلك، كدأب المسلمين حين رملوا في المناسك، دفعاً لتوهم المشركين أنهم قد وهنتهم حمى يثرب.
ومقصد إظهار هيبة الدين، وأبهة الشريعة، تكلم عنه ابن عاشور في مقاصده.
3ـ من الفروق بين العيد والجمعة: أن صلاة العيد لا أذان لها ولا إقامة كما هي السنة، بخلاف الجمعة، فأداء العيد في مصلياتٍ فِيحٍ مكشوفةٍ؛ يُعلِم الناس بقدوم الإمام من بعيد، ليستعدوا، بخلاف ما لو صلوها في الجامع.
ثم إن العيد تصلى في أول النهار، قبل اشتداد الشمس، فناسب أداءها في المصلى، بخلاف الجمعة.
4ـ لا شك أن كثيراً من المصليات الحالية قد أدركها البنيان، وضاقت على الناس سبل الوصول إليها.
فلعلَّ ـ أو ليت ـ وزارة الشؤون الإسلامية، وهي الجهة المعنية، تقوم بتحديد مصليات في أطراف المدن الكبرى، خصوصاً أن على رأسها فقيهٌ نبيل.
ويُعتنى بتمهيدها وفرشها ونظافتها، وتنظيم السير منها وإليها.
ويراعى فيها أن تكون خارج الطرق السريعة الدائرية المحيطة بكل مدينة.
5ـ وأخيراً: فقد أدركنا عصر العولمة والعلمنة، وهذه الأخيرة مضادةٌ للدين، من جهة قصدها إلى حصره داخل المسجد، فالبروز يوم العيد للعبادة والصلاة في المصلى يوحي بهيمنة الدين على الحياة والمكان والزمان، وهذه مقاصدُ توارت ـ أو كادت ـ بحجاب التغريب، بل التخريب.
""""""""""""""""""""""""
فائدة:
ـ مصلى العيد في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هو (المكان الذي كان يصلى عنده العيد والجنائز وهو من ناحية بقيع الغرقد) [فتح (12/ 129)].
قلت: وبقيع الغرقد هو المقبرة المعروفة بالمدينة، وموضعها ليس بالبعيد من المسجد، وقد كان حولها أحياء لساكني المدينة من العرب، فالظاهر أنها ليست في صحراء بعيدة، كما يظن البعض.
وكان يُصلي فيه العيدين، والاستسقاء، وأقيم فيه حد الرجم، وقد وقع في حديث أبي سعيد عند مسلم: (فأمرنا أن نرجمه فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد)، وبوب البخاري (باب الرجم بالمصلى).
وعند البخاري من حديث البراء بن عازب قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أضحى الى البقيع ـ وفي رواية: المصلى ـ فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه و قال: "إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد وافق سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو شيئ عجّله لأهله، ليس من النسك في شيئ".
""""""""""""""""""""""
أخرى:
أما قول الشافعية فهو مشروط بأن يتسع المسجد للجميع، وهذا متعذرٌ في مدينة كالرياض، فتبين أن أداءها في مساجد بلدٍ كالرياض مخالفٌ للجميع.
قال الشافعي [الأم (1/ 234)]: (فإن عُمِر بلد فكان مسجد أهله يسعهم في الأعياد، لم أر أنهم يخرجون منه، وإن خرجوا فلا بأس، ولو أنه كان لا يسعهم فصلى بهم إمام فيه كرهت له ذلك ولا إعادة عليهم) اهـ.
¥