[عمل لا يحتاج إلى نية!!!!!]
ـ[محمد عزت]ــــــــ[29 - 09 - 06, 08:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما أعرفه على قدر علمي المحدود أن الأعمال بالنيات
و أن العبد إذا أخلص لله في العمل الذي يقصد به وجهه أجر
و إن أشرك في أصل العمل حبط العمل , أي أنه إذا نوى إلى جوار وجه الله نية أخرى فسد العمل
كما قال الحافظ بن رجب في جامع العلوم و الحكم في شرح الحديث الأول: (وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضا وحبوطه وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه وخرجه ابن ماجه ولفظه فأنا منه بريء وهو للذي أشرك)
و لكني وجدت أن حديث لرسول الله يذكر أجراً على عمل بغير النية فقد روى عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألوني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)
فكيف يؤجر الجليس و قد جاء لحاجة كما ذكر الحديث
و عندما قرأت شرح الحديث تأكد ظني ففي
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري: قوله (لا يشقى جليسهم)
كذا لأبي ذر , ولغيره " لا يشقى بهم جليسهم " وللترمذي " لا يشقى لهم جليس " وهذه الجملة مستأنفة لبيان المقتضي لكونهم أهل الكمال , وقد أخرج جعفر في الذكر من طريق أبي الأشهب عن الحسن البصري قال " بينما قوم يذكرون الله إذ أتاهم رجل فقعد إليهم , قال فنزلت الرحمة ثم ارتفعت , فقالوا ربنا فيهم عبدك فلان , قال غشوهم رحمتي , هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " وفي هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين , فلو قيل لسعد بهم جليسهم لكان ذلك في غاية الفضل , لكن التصريح بنفي الشقاء أبلغ في حصول المقصود.
(تنبيه):
اختصر أبو زيد المروزي في روايته عن الفربري متن هذا الحديث فساق منه إلى قوله " هلموا إلى حاجتكم " ثم قال: فذكر الحديث. وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين , وفضل الاجتماع على ذلك , وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر.
- صحيح مسلم بشرح النووي: قوله: (عبد خطاء)
أي: كثير الخطايا. وفي هذا الحديث: فضيلة الذكر , وفضيلة مجالسه , والجلوس مع أهله , وإن لم يشاركهم , وفضل مجالس الصالحين وبركتهم. والله أعلم.
- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
" لا يشقى "
أي لا يصير شقيا
" لهم "
وفي بعض النسخ بهم أي بسببهم وببركتهم
" جليس"
أي مجالسهم وهذه الجملة مستأنفة لبيان المقتضي لكونهم أهل الكمال , وفي رواية مسلم: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين وفضل الاجتماع على ذلك وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل تعالى به عليهم إكراما لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر.
فهذا ما وجدت في شرحه
و لكن هل حقاً هذا العمل لا يحتاج إلا نية و أن الرجل يغفر له إن حضر مجلس الذكر و إن لم يرجو به
رضا الله خالصاً أم ماذا يقصد بالحديث؟؟؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[29 - 09 - 06, 02:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
استشكالك أخي محمد هو نفس استشكال الملَك حين سأل ربه عن ذلك؟
قال (إنما جاء لحاجة!) أي: لم يُرِد العمل الصالح بالجلوس يا رب، ونحن نعلم أنّ الأعمال بالنيات!
فكان جوابه سبحانه: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم):
فيكون المعنى: (لا يشقى بهم): أي بسببهم هؤلاء الشرفاء يسعد سعادة لا شقاء فيها ولو قليل الشقاء
نعم، الأمر يحتاج إلى نية لأجل كتابة الأجر، فهذا الجليس لم يؤجر بجلوسه؛ لأنه لم ينو.
وإنما نالته البركة والرحمة النازلة على مجلسهم فعمّت كلّ الحاضرين أجمع. فغفر الله لهم
الله أكبر
فما بالك بمن نوى: أُجِر بنيّته، وغُفِر له أيضاً.
فلاحظ قوله سبحانه: (بهم) أي: بسببهم
فائدة:
فتح الباري ج11/ص213
وفي هذه العبارة مبالغة في نفي الشقاء عن جليس الذاكرين فلو قيل: لسعد بهم جليسهم
لكان ذلك في غاية الفضل، لكن التصريح بنفي الشقاء أبلغ في حصول المقصود. انتهى
هناك إشارة في الحديث: أنّ هذا الجليس فيه خير، حيث صبر وجلس ولم يبتعد عنهم. وهذا عملٌ يدل على إيمانه
¥