تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلسلة مقالات في كمالات النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن الكتاني رحمه الله)]

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:10 م]ـ

هذه واحدة من سلسلة مقالات للإمام العلامة الداعية إلى الله تعالى عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، المتوفى - رحمه الله - بسلا عام 1401، أنشرها تباعا إن شاء الله تعالى، ردا على الكفرة الفجرة، والذين على رأسهم بابا الفاتيكان لعنة الله عليه وعلى أمثاله، الذين يطعنون في سيد الخلق على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حرمهم الله من شفاعته يوم القيامة. وأرجو من الإخوة أن ينشروها ويشيعوها في المنتديات والجرائد المحلية بارك الله فيهم:

قال رحمه الله تعالى:

من أوصاف الرسول في التوراة والإنجيل

قال الله سبحانه وتعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}. [**/ **].

هذه الآيات الكريمة معدودة من سورة الأعراف، وسورة الأعراف سورة مكية مشتملة على مائتين وست آيات، باستثناء ثماني آيات منها؛ وهي: قوله تعالى: {واسألهم عن القرية}، إلى قوله: "وإذ نتقنا الجبل فوقهم}.

وقد افتتح سبحانه وتعالى هذه الآيات بآية عظيمة؛ وهي قوله سبحانه: {ورحمتي وسعت كل شيء}. قال عنها المفسرون؛ وفي طليعتهم: الإمام ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره: إنها عظيمة الشمول والعموم؛ فقد تحدث نبينا صلى الله عليه وسلم عن هاته الرحمة فقال: "إن الله عز وجل خلق مائة رحمة، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق، جنها وإنسها، وبهائمها. وأخر عنده تسعا وتسعين رحمة". رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله، عن سيدنا جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

وعليه؛ فرحمته – سبحانه وتعالى – عمت مخلوقاته كلها، فلا موجود في هذا الكون إلا وقد وصل إليه نوع من رحمته، وأولها: إخراجه من العدم إلى الوجود. فإن كان مؤمنا بالله وبما جاء به رسل الله، ونزلت به مصائب، وحلت به نوائب؛ فالأمر بالنسبة إليه على ضربين:

- فإن كان من أهل المقامات العلية، والمراتب السنية؛ كالأنبياء والمرسلين، والعظماء العاملين؛ فالسر من ابتلائهم هو: رفع درجاتهم، وإعطاء المثالية لمن يأتي من بعدهم، كما قال تعالى: {وكأين من نبيء قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}. [**/ **]. وكما قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا سعد رضي الله عنه لما سأله: "يا رسول الله؛ أي الناس أشد بلاء؟ ". قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... ". الحديث. أخرجه ابن ماجه وغيره.

- وإن كان من المسلمين العاديين؛ فإن السبب في ابتلائه هو: الذنوب التي ارتكبها، ويتفضل سبحانه بالعفو عن الكثير منها كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. [**/ **]. وكما قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصَب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، وحتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه". رواه مسلم عن سيدنا أبي سعيد وسيدنا أبي هريرة رضي الله عنهما.

وعلى كل حال؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم عن سيدنا صهيب رضي الله عنه.

أما إذا كان كافرا؛ فإن المصائب لا تنتابه إلا قليلا، ويؤخر إلى جهنم حيث يخلد في النار خلودا أبديا سرمديا، ويجازى على حسناته في الدنيا بوفرة الجاه وسلامة النفس، وكثرة الأموال والأولاد، والعيش الرغيد. وإن أصابته مصيبة؛ كانت نتيجة خطأ ارتكبه أو ارتُكب ضده. وصدق الله: "إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير