[في بيان كبيرة هجر المساجد]
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:03 م]ـ
[في بيان كبيرة هجر المساجد]
لقد هجر الناس المساجد وكرهوا دخول بيوت الله؛ وأبغضوا الصلاة فيها واتخذوا المقاهي مواطن لجلوسهم وراحتهم ومسامراتهم وضياع أوقاتهم. وكما ينفقون في هذه الأماكن الوقت الطويل جدا فلا شك أنهم ينفقون أثناء هذه الجلسات أموالا كثيرة جدا: هم وأبناؤهم وأقاربهم في أشك الاحتياج إلى بعضها. لأنهم لا يرحبون إلا التافه القليل مع العناء الشديد؛ والإرهاق الطويل فهم مخطئون ولا كلام.
وأشد منهم خطأ وعيبا، المنتسبون للعلم والدين؛ إلا أن الجرم أشد، والذين أشنع وأفحش، علي من يزعمون أنهم محيوا السنة وناشرا لواها، ورافعوا رايتها وأعلامها، ويفخرون علي أهل الأرض جميعا يرون الفضل لهم والسيادة علي الناس كلهم؛ بإتباع القرآن والسنة.
هذا على أن مواظبتهم طول عمرهم على أداء المكتوبات في محال عملهم أو في البيوت لاشك أنها بدعة منكرة، وضلالة قبيحة. قال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وعن ابن مسعود قال:"من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فان الله تعالى شرع لنبيكم صلي الله عليه وسلم سنن الهدى، وأنهن من سنن الهدى. ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة؛ ويرفعه بها درجة، ويحط عنه سيئة. ولقد رأيتها وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى [أي يؤخذ بعضديه يمشي مستندا على رجلين إلي المسجد وذك لكبر سنه أو لمرضه] بين الرجلين حتى يقام الصف" رواه مسلم و أب داود و فيه" ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم".
و قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " لقد هممت أن آمر فتيتى فجمعوا لي حزما من حطب، ثم آتى قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم" رواه مسلم و أبو داود و ابن ماجة و الترمذي.
وعن أبي هريرة قال:" أتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلي المسجد. فسأل رسول الله أن يرخص له يصلي في بيته. فرخص له، فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب" رواه مسلم و النسائي.
وعن أبي الشعثاء المحاربي قال: " كنا قعودا في المسجد فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " رواه مسلم وغيره.
فليتق الله من لا يصلون إلا في بيوتهم. وهؤلاء الذين لا يون إلا في محال أعمالهم.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
بارك الله بك أخي على هذا النقل الطيب.
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى الفاضل على هذا النقل الجميل، و لكن ماذا يفعل من هو بائع أو أجير يعمل فى محل أو شركة و لا يسمح له صاحب الشركة بالصلاة فى المسجد لأن تجارة صاحب العمل ستتعطل كما يزعم ...
للأسف هذا حال أغلب الشركات اليوم حتى الشركات الإسلامية فإن الصلاة تقام داخل الشركة.
أرجو من الإخوة التعقيب.