[من أعلام المحدثين (أبو الحسن الدارقطني) لشيخنا المحدث عبدالمحسن العباد]
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[14 - 12 - 06, 01:58 م]ـ
من أعلام المحدثين
أبو الحسن الدارقطني
306 _ 385 هـ
للشيخ عبد المحسن العباد
نائب رئيس الجامعة الإسلامية
(أثناء نشر المقال في مجلة الجامعة الإسلامية، وكان نائباً للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- ثم خلفه على رئاستها، وهو الآن مدرس بالحرم النبوي ومدرس متعاقد مع الجامعة الإسلامية)
نسبه:
هو على بن عمر بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله, هكذا نسبه ابن السبكي في طبقات الشافعية, وابن كثير في البداية والنهاية, وقبلهما الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
كنيته ونسبته:
كنيته أبو الحسن واشتهر بالدراقطني نسبة إلى دار القطن محلة ببغداد.
ولادته:
ولد الدارقطني سنة ست وثلاثمائة.
ممن روى عنهم:
سمع الدارقطني أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود ويحيى بن صاعد وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن إسحاق بن البهلول وعبد الوهاب بن أبي حية والفضل بن أحمد الزبيدي وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي وأحمد ابن قاسم وأبا سعيد العدوي ويوسف ابن يعقوب النيسابوري وأبا حامد بن هارون الحضرمي ومحمد بن نوح الجنديسابوري وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي وإسماعيل بن العباس الوراق وإبراهيم بن حماد القاضي وعبد الله بن محمد بن سعيد الجمال وأبا طالب أحمد بن نصر وغيرهم.
ممن رووا عنه:
روى عنه أبو نعيم الأصبهاني وأبو حامد الاسفرائيني الفقيه وأبو عبد الله الحاكم وعبد الغني بن سعيد المصري وتمام الرازي وأبو بكر البرقاني وأبو ذر الهروي وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب والقاضي أبو الطيب الطبري وأبو الحسن العتيقي وحمزة السهمي وأبو الغنائم بن المأمون وأبو الحسن بن المهتدي بالله وأبو محمد الجوهري وغيرهم.
رحلته في طلب الحديث:
قال الذهبي في التذكرة: وارتحل في كهولته إلى مصر والشام. وفي طبقات الشافعية لابن السبكي: روى عن خلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة وواسط ورحل من الكوفة إلى الشام ومصر.
من ثناء الأئمة عليه:
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على الثناء عليه, وبيان عظم منزلته, وخدمته التامة للسنة, رواية ودراية. قال فيه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: "وكان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث, منها القراءات؛ فإن له فيها كتابا مختصا موجزا, جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب, وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: "لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات, وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه". ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء؛ فإن كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لأنه لا يقدر على جمع ما تضمنه ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام. وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري, وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد, وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه. ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر, وقيل إنه كان يحفظ دواوين جامعة من الشعراء وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: " كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميدي في جملة ما يحفظ من الشعر فنسب إلى التشيع لذلك".
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: " الإمام شيخ الإسلام, حافظ الزمان, الحافظ الشهير"، وقال ابن كثير المتوفي سنة 774 في البداية والنهاية: "الحافظ الكبير أستاذ هذه الصناعة قبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا, سمع الكثير وجمع وصنف وألف وأجاد وأفاد وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد وكان فريد عصره ونسيج وحده وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل والجرح والتعديل وحُسن التصنيف والتأليف واتساع الرواية والاطلاع التام في الرواية، له كتابه المشهور من أحسن المصنفات في بابه لم يسبق إلى مثله ولا يلحق في شكله إلا من استمد من بحره وعمل كعمله, وله كتاب العلل بيّن فيه الصواب من الدخل, والمتصل من المرسل والمنقطع والمعضل, وكتاب الأفراد الذي
¥