تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فضائل معاوية - رضي الله عنه -.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:48 ص]ـ

فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه

قد جاءت في فضله أدلة من الكتاب والسنة وهي تنقسم إلى قسمين:

1 - أدلة عامة:وهي التي جاءت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا شك أن معاوية رضي الله عنه داخل في هذا الفضل.

فما الذي يخرج معاوية رضي الله عنه من عموم هذه الأدلة؟!

قال ابن القيم رحمه الله في «المنار المنيف» (93): «فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه».

2 - أدلة خاصة:

جاءت في فضل معاوية بخصوصه وإليك هذه الأدلة التي تدل على فضله رضي الله عنه وبعض آثار السلف رحمهم الله تعالى.

* قال عمير بن سعد رضي الله عنه: لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به».

رواه البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 240)، وأحمد في «المسند» (17929)، والترمذي في «جامعه» (3843)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (656)، وفي «مسند الشاميين» (2198)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3129)، والأجري في «الشريعة» (1915،1914)، والخطيب في «تاريخه» (1/ 207)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 358)، وفي «أخبار أصبهان» (1/ 180)، والخلال في «السنة» (676) وهو صحيح.

* روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، فجاء فحطأني حطاة (1) وقال: «اذهب وادع لي معاوية»، قال: فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: «أذهب فادع لي معاوية». قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا أشبع الله بطنه».

قال الحافظ ابن عساكر: «أصح ما ورد في فضل معاوية».

وقال الإمام النووي رحمه الله في «شرحه على مسلم» (16/ 156): «قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له».

وقال الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (2/ 699): «لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة».

وقال في «سير النبلاء» (14/ 130): «لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة».

* أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه (2636) , ومسلم (5925) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة»، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين» فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.

وأخرج البخاري (2766) أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم»، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا».

وهذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأن أول جيش غزى في البحر كان بإمرة معاوية.

قال ابن حجر في «الفتح» (6/ 120): «قال المهلب في هذا الحديث: منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر».

وقال ابن حجر في «الفتح» أيضاً (6/ 121): «ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة».

وقال المناوي في «فيض القدير» (3/ 84): «أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير