قال ابن عبدالبر في «التمهيد» (1/ 235): «وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي».
وقال ابن حجر في «الفتح» (11/ 3): «قوله: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة ... » يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة».
ومن مناقبه أنه أحد كتاب الوحي:
في «صحيح مسلم» (2501) عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهن. قال: نعم. قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم.
قال الإمام أحمد: معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل.
وقد نقل الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (4/ 427) قول ابن المطهر الرافضي عن أهل السنة «وسموه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة من الوحي» ا. هـ قال الإمام ابن تيمية: «فهذا قول بلا حجة , فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي , وإنما كان يكتب له الرسائل» ا. هـ.
وقال في (4/ 442) من منهاج السنة عن معاوية: «هو واحد من كتاب الوحي».
وفي كتاب السنة للخلال (2/ 434) قال الإمام أحمد رحمه الله فيمن قال: لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين , فإنه أخذها بالسيف غصباً؟! هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس. وسنده صحيح.
* ومن مناقبه أنه خال المؤمنين:
قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين ص (106): «ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم» ا. هـ.
وروى الخلال في السنة (3/ 434) بسند صحيح قال أبو بكر المروذي: سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله: «جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا: لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع؟ يُجفون حتى يتوبوا».
وقال الإمام أحمد في السنة (2/ 433): «أقول: معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما» وسنده صحيح.
* ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام وأقره عثمان رضي الله عليه أيضا مدة خلافته كلها وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحوا من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة.
قال الهيتمي في «تطهير الجنان» (20):
«اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من هما في الفضل والصحبة ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر، على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام لهو اكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة .. فأي فضل بعد هذا؟!
ومنها أن عمر رضي الله عنه مدحه وأثنى عليه، وولاه دمشق الشام مدة خلافة عمر، وكذلك عثمان رضي الله عنه وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية ومن الذين كان عمر يرضى به لهذه الولاية الواسعة المستمرة وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له علمت بذلك أن هذه ينبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية وانه لم يكن ولا طرأ فيه قادح من قوادح الولاية وإلا لما ولاه عمر أو لعزله وكذا عثمان وقد شكا أهل الأقطار كثيراً من ولاتهم على عمر وعثمان فعزلا عنهم من شكوهم وإن جلت مراتبهم وأما معاوية فأقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة، فلم يشك أحد منه، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة، فتأمل ذلك ليزداد اعتقادك أو لتسلم من الغباوة والعناد والبهتان».
¥