تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من باب "النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون" وهذا هو الحاصل بالفعل في الساحة الإجتماعية لأننا ترى تفرقاً من جهة واختلافا من جهة وتناحرا من جهة وفي بعض الأحيان استماتة في سبيل الدفاع عنها.

والسؤال الذي ما فتئت أسأله هو:"هل الناس عامة والمسلمين خاصة "بحاجة" إلى البرمجة اللغوية العصبية حتى تستحق كل هذا الخلاف؟

الجواب: نعم من جهة ولا من جهة أخرى. وسبب عدم اقتناعي بجواب واحد هو طبيعة البرمجة كما ذكرت لكم. لا تستطيع أن تجزم بجواب واحد لأن تعريف البرمجة ليس خاضعاً للتصنيف الواضح البين ( dichotomous). ولكن قد يأتي بعض من يدافع عن البرمجة فيقول:"العبرة ليست بالتعريف النظري ولكن في الفائدة والنفع الذي تقدمه على أرض الواقع" ولكن هذه عبارة يوجد لها استثناءات كثيرة من أرض الواقع كذلك ويصعب على أي مدافع عنها أن يقول بأنها لم تفد أحدا أو تنفعه لأن المشكلة ليست في فائدتها من عدم فائدتها ولكن في "مدى" الفائدة والنفع الحاصل من قولنا "الفائدة" و "النفع". إذاً قولنا بفائدة البرمجة إطلاق لا يصح، بل من يستطيع أن يقول إنه لا يوجد لها مضار؟ لا أقول من يستطيع ان يقول أن فائدتها قليلة ولكن من يستطيع أن يقول أنها خالية من المضار بل، لمزيد من التطرف الإفتراضي، من يجرؤ على القول بأنها تدفع المضار وتجلب المنافع؟!!

إن من يجرؤ على إدعاء أقل الطرحين تطرفاً ليقع في المشكلة التي تحذر منها البرمجة اللغوية العصبية نفسها من "تعميم" و "حذف" و "تشويه" في العبارات والافتراضات اللغوية. ولذلك انا أعتب كثيرا جدا على بعض إخواني الذين يدربون البرمجة ويأنفون عن بيان الحقيقة للناس تجردأ لله سبحانه أولاً ثم تجردأ لمبدأ العدل والمصداقية ثانياً. اعتب على بعض إخواني مدربي البرمجة الذين يصورون البرمجة للمساكين من الناس في المجتمع وكأنها علم يحتاجه الناس "لكي يعيشوا حياة ناجحة سعيدة موفقة".

ويزداد أسفي إذا كان الدافع الذي يدفع ببعض إخواني في التدريب هو مخافة اندثار سوق البرمجة المادي الذي يدر أرباحاً لا يتخيلها الشخص العادي. ولو قُدمت البرمجة بما لها وما عليها واعترف بعض المتعصبين للبرمجة "ولو ببعض" مثالبها لقل الخلاف والشجار بين الناس ولزدات ثقة المجتمع في تقبلها ولأقبل عليها المهتمون بها لتعلمها. ولذلك يظن بعض مدربي البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل وسيلة لتسويق البرمجة وإشهار أمرها هو بتبرءتها من العيوب وإقناع الناس بحاجتهم لها كحاجتهم للماء والهواء، ولكن مع الأسف هذا ظلم للناس وإخفاء لجانب من الحقيقة وإبراز لجانب، والله أمرنا بالعدل حتى ولو كان ذلك ضد مصالحنا الآنية وأهواءنا الشخصية. لو صدقنا مع الناس لشعر الناس أننا نحترم عقولهم ولشعر الناس أننا نأخذ آراءهم بعين الاعتبار لأنه يوجد الكثير من الناس من آتاه الله الحكمة والبصيرة والقدرة على التمحيص دون ان يدرس البرمجة ومن ثم يستطيع أن يستبين كثيرا من مبالغات مدربي البرمجة ويغض الطرف عنهم وهو يضحك عليهم. إنني أقول هذا الكلام عن تجربة حقيقية عشتها مع البرمجة ومع الناس.

عودا على بدء، نسأل السؤال:"هل يحتاج الناس عامة والمسلمون خاصة البرمجة اللغوية العصبية؟ "

? الجواب الأول: هم في حاجة إليها بقدر حاجتهم إليها.

? الجواب الثاني: الناس لا يحتاجون إليها بقدر عدم حاجتهم إليها.

? الجواب الثالث: الناس لا "يحتاجونها" وإنما "يستفيدون منها".

تفصيل الجواب الأول: الجواب الأول يبين خطر قولنا أن الناس محتاجون إلى البرمجة. والكلمات التي تحتها خط توضح ما أقصده إذ يجب بيان: "من هؤلاء الناس؟ " و "وما مدى هذه الحاجة؟ " و"وما طبيعة هذه الحاجة؟ ". ولذلك فالعبارة الإطلاقية الأولى صحيح أنها جذابة وقوية ولكن هل هي صادقة وعادلة ومنصفة وقابلة للتعميم ( generalization)؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير