تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 09 - 07, 04:16 م]ـ

من فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:

السؤال: أحسن الله إليكم هذه رسالة من المستمع عثمان علي العميرين من الثانوية التجارية بالرياض يقول هل يثاب الإنسان الذي يقرأ القرآن ولو لم يفهم معانية؟

الجواب:

الشيخ: القرآن الكريم مبارك كما قال الله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالإنسان مأجور على قراءته، سواء فهم معناه أم لم يفهم.

ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ قرآناً مكلفاً بالعمل به بدون أن يفهم معناه، فالإنسان لو أراد أن يتعلم الطب مثلاً ودرس كتب الطب فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يعرف معناها، وتشرح له، بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبقها؛ فما بالك بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي هو شفاء لما في الصدور، وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً.

فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن سواء فهم معناه أم لم يفهم، ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه، وأن يتلقى هذا المعنى من العلماء الموثوقين في علمهم وأماناتهم، فإن لم يتيسر له عالم يفهمه المعنى فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة مثل تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وغيرهما من التفاسير التي تعتني بالتفسير الأثري المروي عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6439.shtml

ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 09 - 07, 04:36 م]ـ

تدبرٌ لا تفسير

د. عمر بن عبد الله المقبل [عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم]

13/ 9/1426

16/ 10/2005

يكثر الحديث عن تدبر القرآن ـ وخصوصاً في هذه الأيام المباركة ـ وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان من حيث أهميتُه،وفضلُه،وعظيمُ أثره على القلب، إلا أن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز،ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته،والتنعم بآثاره،فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان!.

ولله! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر،وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم!.

ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف،وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ،ولكن الشأن هنا،هل هذا الظن صحيح،وتطبيقه في محله؟.

والجواب: ليس الأمر كذلك،فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير،ذلك أن فهم القرآن نوعان:

النوع الأول: فهمٌ ذهني معرفي.

والنوع الثاني: فهمٌ قلبي إيماني.

فالنوع الأول: وهو تفسير الغريب،واستنباط الأحكام،وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه،ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)،وليس هذا مراداً لنا هنا،بل المراد هو الآتي،وهو:

النوع الثاني: ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة،يعرف معانيها،ويفهم دلالاتها،بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير،فيتوقف عندها متأملاً؛ ليحرك بها قلبه،ويعرض نفسه وعمله عليها،إن كان من أهلها حمد الله،وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.

والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة.

يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: العلم علمان: علمٌ في القلب فذاك العلم النافع،وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.

ولعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود: تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ.

يقول تعالى: (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً)!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير