تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- اعتياد الاحتفال بليلة في زمن ديني شرعي دون غيره زيادة في الدين بلا حجة ولا دليل والله تعالى قال:

(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) قال ابن عباس في تفسير الآية: فإنها نزلت يوم عيدين في يوم الجمعة ويوم عرفة. رواه الترمذي ح/ 3044 وعن طارق بن شهاب أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، فقال عمر: آية؟ فقالوا: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فقال عمر إني لأعلم أي مكان أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة .. الحديث. رواه البخاري ح/3005 قال ابن رجب (شرح البخاري 1/ 172):فهذا قد يؤخذ منه أن الأعياد لا تكون بالرأي والاختراع كما يفعله أهل الكتابين من قبلنا إنما تكون بالشرع والأتباع.

- ثم قال ص / 174: والأعياد هي مواسم الفرح والسرور وإنما شرع الله لهذه الأمة الفرح والسرور بتمام نعمته وكمال رحمته كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) فشرع لهم عيدين في سنة وعيداً في كل أسبوع .. انتهى. قلت: والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بمخالفة المشركين عامة واليهود والنصارى خاصة فقال صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين) (خالفوا اليهود .. ) ومقتضى هذه المخالفة ألا نفعل كفعلهم وأن نقصد إلى مخالفتهم، فاللبيب يفهم من قول اليهودي لعمر (لا تخذنا ذلك اليوم عيدا) يرى حرص اليهود ومارعتهم إلى الإحداث في الدين ومن نتائجه الحتمية تبديل معالم الشريعة. فالآية والحديث أصلان من أصول الإسلام في رد كل محدثة اخترعها الناس في العبادات أو في العادات التي لها صلة بموسم ديني، وها هنا سؤالان يدلان على أن هذا من الإحداث في الدين.

الأول: لماذا يكون الاحتفال في شهر رمضان دون غيره؟

الثاني: ولماذا ليلة النصف منه؟ فهذان سؤالان يحتاجان إلى إجابة صحيحة صريحة، فإن الشريعة جاءت بتعيين فضائل في بعض الأزمة الفاضلة فدل هذا على تحريم تجاوز هذه المعيِِنات بالنص وعليه فإن اختراع أزمنة وأيام للاحتفال بها يعتبر مضاهاة لأيام الله أو إحداث زيادة فيها بغير إذن الشرع، فانظر يا رعاك الله إلى فضيلة يوم عاشورا عند أهل السنة كيف زاد فيه الرافضة البكاء والنياح ولطم الخدود ولبس السواد .. ما إن صار فعلهم هذا سُبَّةً لأهل الإسلام، فإن النهي عن إحداث مثل هذه الأيام علته كمال هذه الدين وتمام نعمة رب العالمين على المؤمنين.

2 - أما النقض: فمن وجوه:1.

من جهة الإجماع العملي: (فإن ترك النبي صلى الله عليه وسلم (العمل بمثل هذا) في جميع عمره وترك السلف الصالح له على توالى أزمنتهم نص في الترك وإجماع من كل من ترك لأن الإجماع العملي كالإجماع النصي) انظر الاعتصام 2/ 273 - ط/ مشهور حسن.

2. المداومة على فعلها حتى صارت سنّة فإن هذا يعد من المضاهاة لمقاصد الشريعة في هذا الشهر ومنها: الاعتناء بالتعبدات السُنية من تلاوة القرآن وقيام الليل ونحو ذلك فهذا يؤثر سلباً في حياة المسلمين من ناحية إدخال ما هو غريب على شريعتهم ولكن أكثر الناس عن هذا غافلون فالبدع – خاصة في باب العادات – متغيرة متزايدة لا يقف الناس فيها عند حدّ فها نحن نرى حدة تزايد اعتناء الناس بهذه المناسبة في أسواقهم وبيوتهم بل وفي مؤسساتهم الثقافية الأدبية فإن بعضها يرعى الاحتفال بهذه المناسبة لأنها من التراث الموروث مع أنهم ضد (الموروث) باسم التقدمية؟

3. كل عادة لابد أن يكون لها سبب لإيجادها، وبما أن هذه العادة قد أقحمت في هذا الشهر إقحاماً فأصبح لها نصيب من التعظيم في القلوب، فإنها يستعد لها الاستعداد اللائق بها لأجل أنها في رمضان، ومن المعلوم – كما هو في علم الاجتماع – أن العادات المتكررة في المواسم الدينية لابد أن يكون لها رصيد تاريخي في حياة الأمم المتدينة.وعليه فإن الاحتفال بهذه الليلة لا أصل له في الشريعة فيكون ما تبع هذه الليلة من عادات باطل كالأصل. ومثاله: عادة (الحية بية) فإنها منتقلة إلى عرب الساحل من الأعاجم بحكم المجاورة والمخالطة وهي عند اهلها مقرونة بما يسمى عندهم بعيد النيروز، ولا شك في بدعيتها، ومثلها: ما يسمى: بـ (ليلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير