تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا علمت ذلك: فاعلم: أن ممن قال بالنسخ: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " ما مات صلى الله عليه وسلم حتى أحلَّ الله له النساء "، وأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: " لم يمت صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم ".

أما عائشة: فقد روى عنها ذلك: الإمام أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي في سننيهما، والحاكم وصححه، وأبو داود في " ناسخه "، وابن المنذر، وغيرهم.

وأما أم سلمة: فقد رواه عنها: ابن أبي حاتم - كما نقله عنه ابن كثير -، وغيره.

ويشهد لذلك: ما رواه جماعة عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة وجويرية رضي الله عنهما بعد نزول (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء)، قال الألوسي في " تفسيره " إن ذلك أخرجه عنه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والعلم عند الله تعالى.

" دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " (ص 68، 69).

فالخلاصة:

أن الله تعالى أباح لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من يشاء من النساء غير من عنده من التسع، وكان هذا بعد المنع منه، ولكنه صلى الله عليه وسلم اقتصر عليهنَّ؛ إكراماً لهنَّ.

قال الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله - في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ) -:

هذه الآية من المتقدم في التلاوة المتأخر في النزول، ونظيرها آيتي الوفاة في " البقرة " على رأي الجمهور، إذ مضمون هذه الآية التوسعة على الرسول صلى الله عيه وسلم؛ إكراماً له لما تحمَّله من نكاح زينب، ثم قصره في الآيات بعد على من تحته من النساء؛ إكراماً لهن أيضاً، وذلك في قوله (لا يحل لك النساء من بعد)، ثم لم يُقبض حتى رَفع الله عنه الحظر؛ إكراماً؛ وإعلاءً من شأنه، إذ قالت عائشة: " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء ".

" أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير " (4/ 281)، وينظر ما قرره الإمام الطحاوي حول ذلك المعنى في كتابه: " بيان مشكل الآثار " (1/ 457).

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/118492

ـ[معن الصالح]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:43 م]ـ

ابدعت بارك الله فيك وجزاك كل خير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير