ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:03 م]ـ
أخي أبو أحمد
ألف الحافظ ابن حجر - رحمه الله – جزءا في وطء المرأة من الدبر سماه: (تحفة المستريض في حكم التحميض)
قلت ذكره الشمس السخاوي باسم "تحفة المستريض بمسألة التحميض" و ذكره السيوطي في "نظم العقيان في أعيان الأعيان" و أسماه " تحفة المستريض المتمحض " كذا و الصحيح المتحمض و الله أعلم
ضعّف فيه جميع الأحاديث الواردة في النهي عن ذلك!! وأتى بغرائب عن الأئمة! بل وعن الصحابة والتابعين في ذلك ما يدهش الواقف عليه
هذا معارض بقول السخاوي رحمه الله في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام بن حجر
وهو في طرق أحاديث النهي عن إتيان النساء في أدبارهن، وعللها، والتنبيه على الصحيح منها والسقيم، وذكر ما عارضها، وبيان علله أيضا، وسياق ماوقف عليه من كلام الصحابة والتابعين، والأئمة المخالفين – رضي الله عنهم – في حكم ذلك إباحة ومنعا، ووفاقا وخلافا
يعني عند من صححها من الأئمة
هذا التأويل لا دليل عليه و إلا كان كلام السخاوي يعني نقل ابن حجر التصحيح عن الأئمة و التسقيم أيضاً عن الأئمة و لا يكون نصيبه في ذلك سوى النقل و لم يدفعك يا شيخنا لهذا التأويل سوى قول الغماري
ضعّف فيه جميع الأحاديث الواردة في النهي عن ذلك!!
و ليس هناك دليل في كلام الغماري على اطلاعه على هذا الجزء فقد قال:
ألف الحافظ ابن حجر - رحمه الله – جزءا ....
و لم يذكر اطلاعه عليه و الله اعلم
و الشمس السخاوي -أشهر تلاميذ ابن حجر- أدرى بكتاب شيخه و قد قرر ما يحمله الكتاب في طياته خاصة و هو القائل في الضوء اللامع 1 - 268:
(وقد قرأت عليه- أي ابن حجر - الكثير جداً من تصانيفه ومروياته بحيث لا أعلم من شاركني في مجموعها وكان رحمه الله يودني كثيراً وينوه بذكرى في غيبتي مع صغر سني حتى قال ليس في جماعتي مثله؛ وكتب لي على عدة من تصانيفي وأذن لي في الإقراء والإفادة بخطه)
و قد قوى الحافظ أحاديث المنع كما نقلتَه عنه
قال: (قلت لكن طرقها كثيرة فمجموعها صالح للاحتجاج به .... (
أما قولك:
والحاصل: أن الحافظ: كان قديما يساير أئمة هذا الشان في تضعييف الأحاديث الواردة في النهي عن إتيان النساء في في الأدبار وهذا واضح من كلامه على تلك الأحاديث في (التلخيص الحبير)
فالحافظ ابن حجر في التلخيص لم يرجح القول بالتضعيف في عامة الأحاديث و الله أعلم بل يذكر ما يؤخذ على كلا القولين فقد قال رحمه الله:
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: طَرِيقٌ أُخْرَى مَوْقُوفَةٌ رَوَاهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ إتْيَانِ الْمَرْأَةِ فِي دُبُرِهَا، فَقَالَ: تَسْأَلُنِي عَنْ الْكُفْرِ ".
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ، وَسَيَأْتِي لَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى بَعْدَ قَلِيلٍ.4 - 334
و قال أيضاً:
وَقَدْ أَثْبَتَ ابْنُ عَبَّاسٍ الرِّوَايَةَ فِي ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، َبَيَّنَ أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ، فَرَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إنَّ ابْنَ عُمَرَ وَاَللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ أَوْهَمَ، إنَّمَا كَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُمْ أَهْلُ وَثَنٍ، مَعَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ يَهُودَ وَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ لَهُمْ فَضْلًا عَلَيْهِمْ مِنْ الْعِلْمِ، فَكَانُوا يَقْتَدُونَ بِكَثِيرٍ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ لَا يَأْتُونَ النِّسَاءَ إلَّا عَلَى حَرْفٍ، وَذَلِكَ أَسْتَرُ مَا تَكُونُ الْمَرْأَةُ، فَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَدْ أَخَذُوا بِذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ يُشَرِّحُونَ النِّسَاءَ شَرْحًا مُنْكَرًا، وَيَتَلَذَّذُونَ مِنْهُنَّ مُقْبِلَاتٍ وَمُدْبِرَاتٍ وَمُسْتَلْقِيَاتٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، فَذَهَبَ
¥