تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج]

ـ[طالب النصح]ــــــــ[10 - 05 - 03, 08:14 ص]ـ

هذا المقال منقول ..

بسم الله الرحمن الرحيم?

الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جلي واضح؛ فإن الْمُسْتَدِلّ لَيْسَ مَقْصُوده التِّلَاوَة عَلَى وَجْههَا. وَإِنَّمَا مَقْصُوده بَيَان مَوْضِع الدَّلَالَة؛

وقد نبه أهل العلم إلى عدة مواضع من هذه الفروق، وذلك منهم رحمهم الله لأن الباب باب اتباع، والإحداث في الدين باب خطير، كيف وقد جاء في الحديث: "كل بدعة ضلالة"، وفي الحديث: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

ومن هذه المواضع التي يفرق فيها بين إيراد الآية للاحتجاج والاستدلال وبين قراءة القرآن، ما أحدثه بعض الناس من تغيير الصوت بترتيل الآية عند إيرادها أثناء الخطبة أو الحديث أو الدرس، فتجد المتحدث يخرج عن نسق صوته عند تلاوته للآية، ويتكلف لذلك، بل رأيت وسمعت في بعض البرامج الدينية الشيخ المقدم للبرنامج يقطع حديثه عند إيراد الآية وتورد بصوت قارئ من القراء،

و لا شك أن هذا فتح لباب البدعة والحدث في الدين، وهو أمر جد خطير، ينبغي التنبه له.

فإن قيل: قوله تعالى: ?وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً? (المزمل:4)، ألا يدل على طلب ترتيل القرآن، وهو يشمل إيراد آية أو أكثر؟

فالجواب: نعم؛ الآية تدل على طلب ترتيل القرآن، ولكن محل ذلك عند إيراد الآية ونحوها على سبيل التلاوة والقراءة، لا على سبيل الاستشهاد والاستدلال، فإنه لم ينقل أن الرسول ? وأصحابه و التابعين و أهل العلم كانوا يغيروا أصواتهم عند تلاوة الآية على وجه الاستدلال والاستشهاد، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.

وهذا رسول الله ? في خطبه كان يورد الآيات، بل تقول إحدى الصحابيات: "مَا حَفِظْتُ ق إِلَّا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ" أخرجه مسلم في صحيحه (873).

فإذا تذكرت مع هذا الحديث أن الذين وصفوا لنا خطب الرسول ? لم يذكروا أنه كان يغاير بها صوته، بل ذكروا أنه إذ خطب كان كأنه منذر جيش؛

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ"، أخرجه مسلم (867).

إذا تذكرت هذا، علمت أنه لو كان ? يغاير صوته عند إيراد القرآن العظيم في الخطبة لنقل، فلمّا لم ينقل دلّ على أن فعله (أعني: تغيير الصوت بتلاوة الآية عند الخطبة أو الدرس ونحوهما) خلاف السنة.

وهذا خلاف طريق السلف؛ ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها.

فلا يشرع للمسلم حال إيراده للآية استشهاداً أو استدلالاً بها أن

يرتلها، بل نص بعض أهل العلم على أن تغيير الصوت عند إيراد الآية في الخطبة أو الحديث أو الدرس وترتيلها من البدع.

قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في رسالته (بدع القراء ص60):"مما أحدثه الوعاظ وبعض الخطباء في عصرنا مغايرة الصوت عند تلاوة الآيات من القرآن لنسق صوته في وعظه أو الخطابة؛

وهذا لم يعرف عن السالفين، و لا الأئمة المتبوعين و لا تجده لدى أجلاء العلماء في عصرنا، بل يتنكبونه، وكثير من السامعين لا يرتضونه، و الأمزجة مختلفة، و لا عبرة بالفاسد منها، كما أنه لا عبرة بالمخالف لطريقة صدر الأمة وسلفها، والله اعلم"اهـ

هذا ما لزم التنبيه عليه بخصوص هذه المسألة، سائلاً الله أن يحفظنا وإياكم على الإسلام؛ يحيينا عليه ويميتنا عليه، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين.

وصلّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وهناك فروق أخرى سأذكرها بعد أن أعرف رأي فضيلة المشايخ في هذا الذي أوردته

وجزاكم الله خيراً

هذا المقال منقول ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير