تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشَّهْرَسْتَانِي وَكِتَابَه الملل والنحل (منقول)

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[22 - 05 - 03, 01:01 م]ـ

منتديات رسالة الإسلام > القسم الشرعي > منتدى الحديث وعلومه > الشَّهْرَسْتَانِي وَكِتَابَه الملل والنحل.

بقلم: شهاب (مشرف)

بسم الله الرحمن الرحيم

كاتب وكتاب

الشَّهْرَسْتَانِي وَكِتَابَه:

المِلَل والنِّحَل

عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف

في هذه الدراسة المختصرة، سأتحدث عن أحد الأعلام البارزين الذين كان لهم دور ظاهر في تدوين مقالات الفرق والمذاهب سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، فكان كتابه موسوعة موجزة ومرتبة للكثير من الآراء والمعتقدات للفرق الإسلامية وغيرها.

هذا العَلَم هو: أبو الفتح محمد بن عبد الكريم المعروف بالشهرستاني (ت 548هـ)، وكتابه: هو (الملل والنحل).

ولعل من المناسب أن أشير إلى أهمية دراسة شخصية الشهرستاني، وكتابه الملل والنِّحل، فالشهرستاني - فيما هو مشهور ومعلوم عند الكثير من الدارسين - أحد شيوخ الكلام، وواحد من علماء الأشاعرة، وله دراية وخبرة بمقالات الفرق والملل والنِّحل، ولكن هناك جوانب مهمة عن الشهرستاني قد تخفى على بعض الدارسين، كاتهامه بالميل إلى الباطنية، أو القول بتشيعه، ولعلنا نلقي بعض الضوء على هذه القضية.

وأما كتابه (الملل والنحل) فهو مرجع مشهور، ومصدر متداول بين أيدي

الباحثين، وقد ترجم إلى عدة لغات؛ ومع ذلك فلا توجد دراسة علمية مطبوعة [1]- فيما أعلم - تتحدث عن منهج الشهرستاني في هذا الكتاب المهم، وتبين مصادره، وتوضح مزاياه، كما تذكر المآخذ عليه.

ولد الشهرستاني سنة 479 هـ ببلدة شهرستان في أقليم خراسان، وهو - كما يقول الذهبي -: (شيخ أهل الكلام والحكمة، وصاحب التصانيف) [2]، برع في الفقه، والأصول، والكلام، تفقه على أحمد الخوافي، أخذ الأصول والكلام على أبى نصر بن القشيري، ودخل بغداد سنة 510هـ، وتوفي بمسقط رأسه سنة

548 هجرية.

ألف الشهرستاني تصانيف تصل إلى تسعة وعشرين كتاباً، منها المطبوع، والمخطوط، والمفقود. ومن كتبه المطبوعة: الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم الكلام، ومصارعة الفلاسفة. ومن كتبه المخطوطة: رسالة في اعتراضات الشهرستاني على كلام ابن سينا، والمناهج في علم الكلام، وقصة يوسف-عليه السلام-[3]، وغيرها.

ومن كتبه المفقودة: مناظرات مع الإسماعيلية، وتاريخ الحكماء وغيرهما [4].

والآن - أخي القارئ -: أنقل لك بعض أقوال أهل العلم الذين اتهموا

الشهرستاني بالميل إلى الإسماعيلية الباطنية.

قال ابن السمعاني: كان الشهرستاني متهماً بالميل إلى أهل القلاع - يعني:

الإسماعيلية- والدعوة إليهم، والنصرة لطاماتهم.

وقال في (التحبير): إنه متهم بالإلحاد، غال في التشيع.

وقال ابن أرسلان في (تاريخ خوارزم) عن الشهرستاني: عالم، كيِّس، متفنن، ولولا ميله إلى أهل الإلحاد وتخبطه لكان هو الإمام [5].

ونقل صاحب (شذرات الذهب) عن كتابه (العبر): أنه اتهم بمذهب الباطنية [6].

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه شيئاً من ذلك، ولكن بصيغة (تمريضية) فقال رحمه الله: (وقد قيل: إنه صنف تفسيره (سورة يوسف) على مذهب الإسماعيلية -ملاحدةِ الشيعة -[7]).

وفي المقابل نجد علماء ينفون هذه الدعوى عن الشهرستاني، فهذا السبكي يدافع عن الشهرستاني فيقول بعد أن ذكر أقوال من اتهم الشهرستاني بالميل إلى الباطنية:

فأما (الذيل) [8] فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) [8]، وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني؟، ويقع أن هذا دُس على ابن السمعاني في كتابه (التحبير)، وإلا فلم لم يذكره في (الذيل)؟ [9].

وينفي شيخ الإسلام - في موضع آخر - هذه التهمة عن الشهرستاني فيقول: (يذكر (الشهرستاني) أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية، ويوجهه، ولهذا اتهمه بعض الناس بأنه من إلإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك) [10].

ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية [11]، كما أن للشهرستاني صولات وجولات مع ابن سينا الفيلسوف الباطنى، يقول ابن القيم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير