تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث (أنا أعلمكم بالله ... )]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 05 - 03, 05:54 م]ـ

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الْأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ: (إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا) (1)

شرح غريب الحديث

(إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ) كذا في معظم الروايات، , ووقع فِي بعضها أمرهم مرة واحدة. والمعنى: كان إذا أمرهم بعمل من الأَعمال أمرهم بما يطيقون الدوام عليه (2) ِ.

(كَهَيْئَتِك) أي: ليس حالنا كحالك. وعبر بالهيئة تأكيدا (3).

فقه الحديث

مهما بلغت مرتبة العبد ودرجته ومكانته عند الله عز وجل فإنه لا يترك العمل أو يقصر فيه أو يهمله، بل هذا يستوجب منه العكس، وهو الإستزادة في العمل والمداومة عليه شكرا للخالق على نعمته وفضله، فقد رُويَ عن عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ (أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا) (4)، وعن المُغيرة بن شعبة قال: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ (أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا) (5)؛ فرفع الدرجات لا يُوجب التقصير. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بما يطيقونه ويسهل عليهم ليداموا عليه، ولا يُصابوا بالفتور والملل فينقطعوا (6).

واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته واجبة، قال الله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ {(7)، وقال تعالى} وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {(8)، والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بشرع الله وحكمته وما يجتنب وهو أتقى لله، فلا بد من الإقتداء به صلى الله عليه وسلم واتباعه (9)، عن عائشة رضي الله عنها قالت: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرٍ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ حَتَّى بَانَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْغَبُونَ عَمَّا رُخِّصَ لِي فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً) (10)، قال النووي رحمه الله (11): (وإنما يكون القرب إليه سبحانه وتعالى, وَالخشية له على حسب ما أمر , لا بمخيلات النفوس، وتكلف أعمال لم يأمر بها).


(1) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "انا اعلمكم بالله ... "، حديث "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا".
(2) بتصرف: فتح الباري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "انا اعلمكم بالله ... "، حديث "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا".
(3) المرجع السابق الموضع نفسه.
(4) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، حديث "أفلا أحب أن أكون .. ".
(5) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، حديث "أفلا أكون عبدا شكورا".
(6) انظر: فتح الباري، كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "انا اعلمكم .. "، حديث " إن أتقاكم ... ".
(7) سورة الأنفال: الآية 20.
(8) سورة الحشر: الآية 7.
(9) انظر: المنتقى شرح موطأ مالك، كتاب الصيام، باب ما جاء في صيام الذي يصبح جنبا في رمضان، حديث "وأنا أصبح جنبا .. ".
(10) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، حديث "ما بال أقوام يرغبون .. ".
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير