تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الطريق إلى النقد الهادف (جميع الأجزاء)]

ـ[عباس رحيم]ــــــــ[20 - 05 - 03, 03:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الموضوع: الطريق إلى النقد الهادف.

المقدمة:

إن الأمة والمجتمع الذي لا يعرف النقد أقرب إلى الخطأ من الصواب. و النقد مهم للأمة والمجتمع والفرد حتى يصل الجميع إلى مراتب النجاح والتقدم.

يظن البعض عند ذكر النقد أنه مجرد أظهار للأخطاء والزلات والعيوب أمام الناس وهذا فهم خاطئ لمفهوم النقد ومعنى ليس بصحيح

وعندما لا يعرف الأفراد والمجتمع النقد الهادف أو المفهوم الصحيح له تعم الأخطاء وتتدنى المستويات الفكرية والعملية والاجتماعية.

النقد ينقسم إلى قسمين:

1) النقد الهادم 2) النقد الهادف

النقد الهادم: هو الذي لا يعرف إلا ذكر العيوب والأخطاء فيبرزها للملاء بقصد إسقاط صاحبها أمام المجتمع.

النقد الهادف: هو النقد الذي يبنى ولا يهدم وهو الذي يصحح المسيرة لا أن يوقفه وهو الذي يظهر الجيد من الرديء والحسنات والسيئات.

هذا النوع من النقد ينبغي أن تتسع صدورنا له وتفتح له الأبواب وهو موضوعنا في هذه المشاركة.

حتى يكون النقد هادفاً لابد أن يقوم على ثلاثة ركائز إذا أختل أحدها فسد النقد وهي كما يلي:

الركيزة الأولي: تتعلق بالناقد نفسه. فليس كل أحد يصلح للنقد سواء في المجالات العلمية أو الدعوية أو الإدارية أو الاجتماعية

ولا بد من وجود ثلاث صفات في من يرد أن يتصدر للنقد وأن يكون نقده هادفاً 0

1) أن يكون ثقة في دينه عدلاً في نفسه مؤمن في قوله.

يقول العلامة الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الكفاية: أن أهل العلم أجمعوا أن الخبر لا يقبل إلا من العامل الصادق المؤمن على ما يخبر به 0

2) أن يكون على علم. لأن العلم هو الذي تقوم عليه الأحكام لذلك لا يأخذ النقد من أنصاف المتعلمين ولا من المثقفين ولا من الجهلة فأن هؤلاء لا يقبل منهم ولا يسمع لهم في باب النقد 0

بل النقد يأخذ من العلماء كل حسب تخصصه.

العلم المراد هنا أمران: 1) العلم بالشرع أو المسائل التي يراد أن تنقد والعلوم المرتبطة بالنقد 0

2) العلم بطريقة النقد – وسوف يأتي الكلام مفصل عن طريق النقد الهادف.

3) أن يكون صاحب إنصاف وعدل في تصرفاته وأقواله.

يقول ابن تيميه رحمه الله: أن كلام النقد فيمن دون الصحابة من المملوك والعلماء لا بد أن يكون مبنى علم وعدل لا على جهل وظلم 0

قال تعالي: ((ولا يجر منكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي)).

هذه هي صفات الناقد الذي يقبل نقده ويكون معتبراً.

الركيزة الثانية في منهجية النقد الهادف: تتعلق بالشيء المنقود.

هناك شرطان إذا اجتمعا جاز للناقد أن ينقد الشيء المفقود 0

الشرط الأول: أن يكون الشيء المنقود شيء يدخله الخطأ 0

أما إذا كان هذا الشيء مبرئ من الخطأ فلا يجوز نقده 0 مثل: القران الكريم بإجماع المسلمين لا يجوز نقده 0

الشرط الثاني: أن يكون الشيء المنقود جائز في الشرع نقده 0

أما إذا لا يجوز نقده فلا يصح النقد. مثل: نقد الأنبياء والصحابة 0 فلا بد من هذين الشرطين حتى يكون نقدك صحيح 0

الركيزة الثالثة في منهجية النقد الهادف: تتعلق بطريقة النقد الهادف.

طريقة النقد الهادف تقوم على ثلاث قواعد وهي:

أولى قواعد طريقة النقد الهادف: تصحيح النية:

يجب عليك عندما تريد أن تنقد أن تصحح نيتك. لا تنقد لأجل التشفي لا تنقد لأجل أن ترضى هواك لا تنقد لأجل أن ترضى من حولك لا تنقد لأجل حسد أو محاولة إسقاط المنقود لا تنقد لأجل تحصل على شيء من مناصب الدنيا 0

لا بد أن تنقد لأجل أن تصحح المسيرة. تنقد من باب النصيحة للمنقود وللمسلمين. وتنقد نصرة للدين 0

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)) رواه مسلم.

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) رواه البخاري ومسلم.

مما ييسر لك تصحيح النية عند النقد أمور منها ما يلي:

1) أن تتذكر أن الله مطلع على خائنة الأعين وما تخفى الصدور 0

2) أن تنظر إلى عيوب نفسك وأخطاءك قبل الشروع في النقد للآخرين وهذا يوجب كسر الحدة في النقد وتصحيح النية 0

3) أن تضع نفسك مكان المنقود 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير