وإنما ذكر - في المقدمة - أنه حذف فضائل مالك لأنه ذكرها في مقدمة التمهيد، كما حذف أسانيد (أكثر) الأحاديث التي أسندها في التمهيد.
وإنما زدتُ (أكثر) لأنه قد مرَّت عليَّ أحاديث رواها بإسناده في الكتابين.
كما ذكر أنه شرح ما لم يشرحه في التمهيد.
فهو لم يُطلق أن الاستذكار مختصرٌ من التمهيد؛ ولايمكن أن يكون ذلك، وإنما ذكر الأشياء التي اختصرها؛ كما سبق.
وسأورد ما يهمُّنا من كلامه في المقدمة، فقد قال "رحمه الله":
(أما بعد، فإن جماعة من أهل العلم وطلبِه والعنايةِ به من إخواننا - نفعهم الله وإيانا بما علمنا - سألونا في مواطن كثيرة - مشافهة - ومنهم من سألني ذلك من آفاق نائية مكاتباً أن أُصرِّف لهم كتاب التمهيد على أبواب الموطأ ونَسَقه، وأحذف لهم منه تكرار شواهده وطرقه؛ وأصِلَ لهم شرح المسند والمرسل اللذَين قصدتُ إلى شرحهما خاصة في التمهيد بشرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين، وما لمالكٍ فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه واختاره من أقاويل سلف أهل بلده الذين هم الحجة عنده على من خالفهم، وأذكر على كل قول رسمه وذكره فيه على ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع في معانيه، حتى يتم شرح كتابه (الموطأ) مستَوعَباً مستقصىً بعون الله - إن شاء الله - على شرط الإيجاز والاختصار وطرح ما في الشواهد من التكرار، إذ ذلك كله ممهد مبسوط في كتاب التمهيد والحمد لله ... ). إلخ
ثم ذكر أن التعريف بالصحابة سيكتفي فيه بما في كتابه (الاستيعاب)
ومن عرَّف به من الرواة في التمهيد فلن يكرر الكلام فيه في الاستذكار، ومن لم يعرِّف به فسيذكر حاله في الاستذكار.
فالاستذكار اختصر فيه ابن عبدالبر "رحمه الله" تكرار الأحاديث التي أوردها في التمهيد، وفي أحيانٍ كثيرة يذكر متون الأحاديث ويحيل على التمهيد في الإسناد، وأحياناً يذكر المتن والإسناد كما ذكره في التمهيد تماماً.
ولكنه بالمقابل شرح أبواباً في الموطأ لم يشرحها في التمهيد، وقد يتوسَّع في التفريعات في بعض الأبواب التي شرحها في التمهيد.
هذا هو واقع الحال، فإن شئتَ أن تسميَه اختصاراً بناءً على اختصاره الأسانيد وحذف المكرر منها فلك ذلك؛ لكن مع العلم بأن في الاستذكار شروحاً لأبواب لم تُشرَح في التمهيد، كما أن فيه توسعاً في الفروع الفقهية.
والخلاصة:
أن المادة الفقهية في الاستذكار أفضل منها في التمهيد.
وأعتذر عن عدم التنسيق في كلامي هذا؛ لأني كتبته مستعجلاً.
ـ[المحقق]ــــــــ[03 - 06 - 03, 02:31 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا و بارك فيكم
و بخصوص قول ابن حزم عن الاستذكار (إنه اختصار للتمهيد) فكما قال الحمادي فيه بعض النظر، و لم أشأ أن أعلق على العبارة لأن القصد من إيرادها و ما معها ما ذكرنا من بيان علاقة ابن حزم بصاحبه ابن عبد البر.
و مسألة الاستذكار هل هو اختصار للتمهيد أم كتاب مستقل و أيهما سبق في التأليف قد نوقشت في غير ما كتاب، و منها مقدمة الاستذكار نفسها، و الذي أراه أن ابن حزم يعني بالاختصار أن التمهيد كان أصلا لابن عبد البر في تأليف مادة الاستذكار، ثم أضاف إليه ما رآه مفيدا مناسبا، و لا شك أن ابن عبد البر غاير في منهجية التصنيف بين المصنفين، فهذا على الشيوخ و ذاك على كتب و أبواب الفقه، و بينهما تغاير آخر ذكره فأحسن الأخ الحمادي و الله الموفق.
و هاهنا استبيان:
طبع الاستذكار طبعة جديدة بالإمارات بتحقيق حسان عبد المنان، من رآاطلع عليها و ما رأيه فيها و أيهما أفضل طبعة قلعجي أم حسان؟؟:
ـ[الدارقطني]ــــــــ[03 - 06 - 03, 11:42 م]ـ
الخواطر المكتوبة هي خير وسيلة لمعرفة مكنون فكر من أمامك من الناس فكيف يكون الأمر لو كان من أمامك طلبة العلم وفقكم الله يا إخوتي لكل خير لكن مشاركتي في هذا الموضوع ما يأتي:
الملاحظ على المكثرين من التأليف من أئمة الإسلام رحمهم الله أنهم يحيلون القارئ إلي كتاب آخر غير الذي بين يديه إذا كانت مسألة طويلة السرد وفيما يظهر لي أن كتاب التمهيد والإستذكار يكمل أحدهما الآخر بدليل الإحالات التي يُحيلها ابن عبدالبر في الإستذكار إلى كتاب التمهيد وخصوصا ما يتعلق بأسانيد الأحاديث المعلقة التي يذكرها في الإستذكار فلا نقول أنه اختصار ولكن إحالة إلى ملئ كما يقولون وهو شئ ملاحظ في المكثرين من التأليف والله الموفق
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:02 م]ـ
مثال ... أكثر من رائع ... لتعامل العلماء ... ولإنصافهم ....
ولورعهم ..... أين طلبة العلم ... ليستفيدوا ... من دروس الأنصاف ...
والأحترام المتبادل ..... بدل سيول التفسيق ... والتبديع ... والتجريح
المتبادلة ...
صدقت ورب الكعبة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 08, 10:32 م]ـ
هناك من جمع بين الاستذكار والتمهيد في مصنف واحد. لكني لم أطلع عليه للأسف.