تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا يرضى لعباده الكفر ا وهم عباده المخلصون الذين قال " إن عبادي ليس عليهم - فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله] ليس فيه أي مستند فيما يظهر لي لكلام أهل البدع في القول الأول فهناك زادوا وقالوا [وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته] أين مستند الكلام هذا من كلام ابن عباس وهذا ليس طردا للدليل الموجب له

وفعل الطبري يدل على أنه لا يرى كلام ابن عباس دليلا لهم

فالطبري ذكر تفسيرين للآية:

الأول: قال: إن تكفروا أيها المشركون بالله فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده المؤمنين الذين أخلصهم لعبادته وطاعته الكفر

ثم استدل بكلام ابن عباس وهو موافق لمذهب أهل السنة لا أرى فيها أي إشكال ولم يأت بهذا اللازم الذي أتى به أهل البدع

ثم ذكر القول الثاني: وقال المعنى: أيها الناس -عام- إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لكم أن تكفروا

ولم يستدل بكلام ابن عباس لمثل هذا القول مع أن هذا القول أيضا ليس فيه مستند للأهل البدع وليس فيه تفسير أي تقرير لكلامهم بل فيه مخالفة لمعتقدهم

هذا بالنسبة لكلام ابن عباس

أما كلام ابن القيم فليس فيه إشكال البتة وأختصره بثلاث نقاط:

1 - الجوابان اللذان ذكرهما ابن القيم هي من ردود الأشعرية

أورد ابن القيم هذا الإيراد بسبب أن طائفة منهم قالت: تأدبا مع الله لا نقول: يرضى بالأمور المذمومة من كفر وعصيان ونحوه لكن نقول: يرضى بالإيمام والإحسان ونحوه

فاعترض ابن القيم عليهم بهذه الآية " ولا يرضى لعباده الكفر " فأجابوا عنه بجوابين

2 - كلا الجوابين يدوران على معنى: أن الرضا والمحبة والإرادة في حق الرب بمعنى واحد:

لقولهم في القول الأول: [وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته.]

وفي القول الثاني: [ويرضاه منهم كوناً]

فكلا القولين من أقوال أهل البدع وليس واحد منها يستند إلى كلام ابن عباس فكلام ابن عباس ظاهر جدا

3 - ابن القيم عنى بقوله " [وهذا في البطلان والفساد كما تراه .... )] قولهم [فلو وجد منهم أحبه ورضيه] ولعل هذا الذي أشكل عليك

وأما الرد على هذا القول فلستم بحاجة إليه إذ أنكم من فرسان هذا الميدان

والخلاصة: لا أدري ما الصلة بين كلام ابن عباس وكلام ابن القيم في كونه دليلا للأهل البدع

وأعتذر عن طول الكلام وأرجو أن توضح لي ذلك غير مأمور وأنت مأجور بإذن الله

المقرئ

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 03:42 م]ـ

أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما، ولا زال السؤال قائماً

وأرجو أن تتأملوا ما سبق، ثم تقارنوه بما يأتي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

قال: (وأصل هذه المسألة الفرق بين محبة الله ورضاه وغضبه وسخطه وبين إرادته كما هو مذهب السلف والفقهاء واكثر المثبتين للقدر من اهل السنة وغيرهم.

وصار طائفة من القدرية والمثبتين للقدر الى أنه لا فرق بينهما، ثم قالت القدرية هو لا يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يريد ذلك فيكون ما لم يشاء ويشاء ما لم يكن، وقالت المثبتة: ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن واذن قد اراد الكفر والفسوق والعصيان ولم يرده دينا او أراده من الكافر ولم يرده من المؤمن فهو لذلك يحب الكفر والفسوق والعصيان ولا يحبه دينا ويحبه من الكافر ولا يحبه من المؤمن وكلا القولين خطأ مخالف للكتاب والسنة واجماع سلف الامة وأئمتها فانهم متفقون على انه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا يكون شىء الا بمشيئته ومجمعون على أنه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر وان الكفار يبيتون ما لا يرضى من القول والذين نفوا محبته بنوها على هذا الاصل الفاسد) 6/ 116

وقال: (وأما جماهير الناس من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف فيفرقون بين النوعين وهو قول أئمة الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم وهو قول المثبتين للقدر قبل الأشعري مثل ابن كلاب كما ذكره أبو المعالي الجويني فإن النصوص قد صرحت بأن الله لا يرضى الكفر والفسوق والعصيان ولا يحب ذلك مع كون الحوادث كلها بمشيئة الله تعالى وتأويل ذلك بمعنى لا يرضاها من المؤمنين أو لا يرضاها ولا يحبها دينا بمعنى لا يريدها يقتضي أن يقال لا يرضى الإيمان أي من الكافر أو لا يريده غير دين والله تعالى قد أخبر أنه يكره المعاصي بقوله: {كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها} سورة الإسراء 38 وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)

وقال في منهاج السنة: (وأما الرضا بكل ما يخلقه الله ويقدره فلم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا قاله أحد من السلف بل قد أخبر الله تعالى أنه لا يرضى بأمور مع أنها مخلوقة كقوله: {ولا يرضى لعباده الكفر} سورة الزمر، وقوله: {إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} سورة النساء 108 وقد بسطنا الكلام على هذا في مصنف مفرد في الرضا بالقضاء وكيف تحزب الناس فيه أحزابا حزب زعموا أنهم يرضون بما حرم الله لأنه من القضاء وحزب ينكرون قضاء الله وقدره لئلا يلزمهم الرضا به وكلا الطائفتين بنت ذلك على أن الرضا بكل ما خلقه الله مأمور به وليس الأمر كذلك بل هو سبحانه يكره ويبغض ويمقت كثيرا من الحوادث وقد أمرنا الله أن نكرهها ونبغضها)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير