قال أبو نعيم الأصبهاني كما فى ((تفسير ابن كثير)) (1/ 264): أخبرنا أحمد بن القاسم بن الريان حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن النسائي حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ومحمد بن إسماعيل واللفظ له قالا حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عن أبيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد، لم يروه هكذا غير أحمد بن القاسم بن الريَّان، جرى فيه على الجادَّة فقال ((سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ أبيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فأخطأ على أبى عبد الرحمن النسائى، وإنما المحفوظ عنه كما هو ثابتٌ فى ((سننه)) بهذا الإسناد ((سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
فقد قال النسائى ((الكبرى)) (5/ 323/9015): أخبرنا هَنَّادُ بْنُ السَّري ومحمد بن إسماعيل بن سمرة واللفظ له عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
وكذلك قال أبو داود (2163): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا)).
قال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (1/ 272): أحمد بن القاسم بن الريان اللكي. له جزءٌ عالٍ، رواه عنه أبو نعيم الحافظ. ليَّنه الأمير ابن ماكولا، وقال الحسن بن علي بن عمرو الزهري: ليس بالمرضى، وضعَّفه الدار قطني في ((المؤتلف والمختلف)).
قلت: إنما يعنى الحافظ بقوله له ((جزء عالٍ)) روايته عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبى جعفر الأشجعي نسخة ((نُبيط بن شَريطٍ))، وكلها مناكير وأباطيل لا يحل الرواية منها إلا تحذيراً.
ومن غرائبه وبواطيله: ما رواه أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن شريط قال: ((كانت رقية الأنصاري من الحمى والمليلة و الصداع، أرقيك بعزة الله وجلال جلال الله، وما جرى به القلم من عند الله، إلا ما هدأت، وسكنت، وطفئت بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الرحمن يطفئ دخان النار، يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم، ويضع الراقي يده على موضع العلة)).
[الطريق الثالثة] حَكِيمٌ الأَثْرَم عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ عنه
قال أبو عيسى الترمذى (135): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا حَمَادُ بْنُ سَلَمَةِ عَنْ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 530)، وأحمد (2/ 476،408)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (482)، والدارمى (1136)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (3/ 16/67)، وأبو داود (3904)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 323/9017،9016)، وابن ماجه (639)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 44)، وابن الجارود (107)، وابن المنذر ((الأوسط)) (795)، والعقيلى ((الضعفاء)) (1/ 317)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 219)، وابن بطة ((الإبانة الكبرى)) (1014،994)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 198) من طرقٍ عن حَمَادُ بْنُ سَلَمَةِ به.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((لا نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا مِنْ حَدِيثِ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
¥