نقول: أخرج البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 464/7300) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى يَقُولُ: أَنْشَدَنِي سَلْمٌ الْخَوَّاصُ عَنْ اِبْنِ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ بَدَّلَ الدَّينَ إِلا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَبَاعُوا النَّفُوسَ فَلَمْ يَرْبَحُوا ... وَفِي الْبَيْعِ لَمْ يَغْلُ أَثَمَانُهَا لَقَدْ وَقَعَ الْقَوْمُ فِي جِيفَةٍ ... بَيِّنٌ لِذِي الْعَقْلِ إِنْتَانُهَا
وأخرجه أبو نعيم الأصبهانى فى ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) (8/ 279) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا سَالِمٌ الْخَوَّاصُ وَأَنْشَدَ هَذِه الأَبْيَاتِ لاِبْنِ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَيُتْبِعُهَا الذُّلَّ أَزْمَانَهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلوبِ ... فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ عِصَيَانَهَا وذكر بقية الأبيات على هذا الروىِّ بفتح النون.
قلتُ: فمدار هذه الرواية على الْخَوَّاصِ، فما أدراك من الْخَوَّاصُ؟. هو سَلْمُ ويقال: سَالِمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ الرَّازِىُّ الصُّوفِىُّ الزَّاهِدُ، ممن أصابته غفلة الصالحين، فشُغِلَ عن حفظ الأسانيد والمتون، أمثال: يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، والْفَضَلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، ومُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِىِّ، وصَالِحِ بْنِ بَشِيرٍ الْمُرِىِّ وأضرابهم، ممن لم يكن الحديثُ بضاعتَهم.
ذكره ابن الأثير الشيبانى فى ((اللباب في تهذيب الأنساب)) (1/ 467) فقال: ((الْخَوَّاصُ؛ بفتح الخاء وتشديد الواو وبعد الألف صاد مهملة، هذا يقال: لمن ينسج الْخُوصَ. منهم سَالِمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ من عبَّاد أهل الشام، وممن غلب عليه الصلاح، فأغفل إتقان الحديث، وأخطأ كثيراً)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 267): ((أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِىُّ قال: كان سَلْمُ بْنُ مَيْمُونَ الْخَوَّاصُ دفن كتبه، وكان يحدِّث من حفظه فيغلط. وسمعت أبى يقول: أدركتُ سَلْمَ بْنَ مَيْمُونَ الْخَوَّاصَ، ولم أكتب عنه. روى عن أبى خالد الأحمر حديثاً منكراً شبه الموضوع)).
قلت: وهذا الحديث هو الآتى ذكره فى كلام ابن حبان والعقيلى وابن عدى وأبى نعيم الأصبهانى.
قال أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (1/ 345): ((سَلْمُ بْنُ مَيْمُونَ الرَّازِىُّ الْخَوَّاصُ. من عبَّاد أهل الشام وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح، حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقائه، فربما ذكر الشيء بعد الشيء، ويقلبه توهما لا تعمداً، فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات. روى عن أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ قَالَ: بَايَعَ أَعْرَابِيٌّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أجلٍ، فقال عَلِىٌّ لِلأَعْرَابِيِّ: إِنْ مَاتَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن يقضيك؟، قال: لا أدري!، قال: فأته فسله، فأتاه، فسأله، فقال: يقضيك أبُو بَكْرٍ، قال عَلِىٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فَإنْ مَاتَ أبُو بَكْرٍ!، فسأل الأعرابي النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يقضيك عمر، فقال عَلِىٌّ: فإن أتى على عمر أجله!، فسأل الأَعْرَابِيُّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يقضيك عثمان، قال عَلِىٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: فإن أتى على عثمان أجله!، فسأل الأعرابي النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا مِتُّ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَإِنْ اِسْتَطَعْتِ أَنْ تَمُوتَ، فَمُتْ)). حَدَّثَنَاهُ
¥