تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو في موضعه تام، لا نقص فيه - بحمد الله -؛ فقد كانت عبارتكم عقب عبارة الخطيب هي:

(قلت: كذا قال أبو بَكْرٍ الْحَافِظُ، واتهم بهذه الرواية أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ، وهو من أبعد النَّاس عن هاتيك التهمة، وكيف غاب عنه هذان الأمران البيِّنان غاية البيان:

[أولهما] أنَّ أبَا بَكْرٍ الشَّافِعِىَّ لم يتفرد به عن الْكُدَيْمِيِّ، فقد تابعه عنه: أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ أبْو بَكْرٍ النَّجَّادُ. ومن طريقه أخرجه الخطيب نفسه!.

[ثانيهما] مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ البصرى أحد المتروكين؛ متهم بالوضع).

فبينت أن الخطيب لم يتهم أبا بكر بالقصة؛ و إنما بين دخول الوهم عليه في نسبة كلام الرجل إلى الفضيل، و أنه ليس في صدد بيان حال سنده، فالكديمي لا يخفى حاله عليه.

و كان قولي: (((الخطيب رحمه الله لم يتهم أبا بكرٍ الشَّافِعِيَّ بأصل القصة، بل لم يرد بكلامه بيان حال سندها، و لا اتهام أحدٍ بها)).

و هو يبين المراد جليا.

بقي أن يقال: لمَ لم يلصق الوهم بالكديمي دون أبي بكر الشافعي، فالجواب عنه من أوجه:

الأول: أن حكم الخطيب بوهم أبي بكر لم يكن قاطعا و عبارته: (و أحسِب الشافعي لم يضبط الحكاية، ودخل عليه الوهم حتى رواها من حفظه))

و هي صريحة في أنه يوهِّم أبا بكر الشافعي ظنًّا، لا جزما، و إنما بنى حكمه على الوجهين التاليين.

الثاني: أن الكديمي رواه سالما من ذلك الوهم في رواية النجاد عنه.

و هو دال على أن رواية الكديمي سالمة من هذا، كما هو الأصل في تعليلات النقاد في اختلاف الرواة على الراوي الواحد.

الثالث: أن أبا بكر رواها إملاء من حفظه.

و هذا أعظم أبواب حصول الوهم في أحاديث الثقات، أعني: التحديث من الحفظ في مجالس الإملاء، لا سيما في سياق القصص و الأخبار!

فالوهم الذي وقع في رواية أبي بكر دون النجاد مع التصريح بأن أبا بكر الشافعيَّ حدث به من حفظه، و التنصيص على ذلك من الراوي = جعل الحكم عليه بالوهم قويا.

و طريقة الأئمة في التعليل في كشف العلة و موضع الوهم في الأغلب تنبني على مثل ما ذكرنا من القرائن.

و بخصوص ما ذكرتم أبا محمد: في أن الكذاب ذو ألوان = فصحيح جدا، و هو نوع من أنواع الكذابين.

فليس كل من رمي بالكذب = يفعل ذلك؛ بل من الكذابين - كما لا يخفى عليكم - من لم يحدث بحديث منكر المتن، لكنه يركب الأسانيد الباطلة على المتون الصحيحة، و منهم من يدعي الرواية عن قوم لم يلحق بهم و منهم من يروي الحديث الواحد على وجوه و ألوان - كما ذكرتم -، و منهم و منهم ...

و الكديمي قد يكون اختلق هذه القصة في جملة ما اتُّهم بوضعه و اختلاقه؛ لكنِ الشأنُ في ذلكم الوهم الخفي الذي قال فيه الخطيب ما قال، و أخوكم العبد الفقير مع الخطيب فيما ذكر للقرائن التي ذكرت، و لحال الكديمي في مروياته.

........

و بخصو ص الإسناد الذي خرجه ابن عساكر، فليس المراد من سياقه = كون إسناده حجةً أم لا؟

لكن كما قلت: يصلح في مثل هذا، مع العلم بحال سنده و رواته، و لا يزال أهل العلم ينسبون الأشعار إلى من تقدم من الشعراء ممن يحتج بأشعارهم من شعراء الجاهلية و من بعدهم بالأسانيد التي فيها - على طريقة نقد المحديثين للسنن - ضعف؛ كانقطاع و ما شاكله، و ليس البحث جاريا في هذا و الله أعلم ..

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 01 - 05, 12:58 م]ـ

الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ

وذكر جامع الديوان من قافية الميم؛ شعراً فى صفات الصديق.

قال: قال عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ (من المتقارب):

فَإِذَا صَاحَبْتَ فَاِصْحَبْ مَاجِدَا ... ذَا حَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَكَرَمْ

قَوْلُهُ لِلشيءِ لا إِنْ قُلْتَ لا ... وَإِذَا قُلْتَ نَعَمْ قَالَ نَعَمْقلت: ونسبة هَذَينِ البيتين لابْنِ الْمُبَارَكِ من الحشو، بتسبة القول إلى غير قائله، وإنما هما لِمُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِِيِّ الْكُوفِىِّ، أحد مشاهير العُبِّادِ والزهَّادِ الأخفياء، وكان من أصحاب ابْنِ الْمُبَارَكِ، وكان معجباً به وبهديه وأحواله وأقواله، ويتمثل بهذين البيتين له فى قلة الخلاف مع الخلان والقرناء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير