وآرائهم)) اهـ.
وقال أبو عمر بن عبد البر النمرى فى ((بهجة المجالس وأنس المجالس وشحن الذاهن والهاجس)): ((أنشد أبو عبد الله بن الأعرابيّ صاحب ((الغريب)):
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ علم ما مضى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
بِلا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلا سُوءِ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتُ أَمْوَاتٌ فَلَسْتُ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَاولهذا الشعر خبر لابن الأعرابي مع أحمد بن محمد بن شجاع، ذكرناه مع الأبيات في آخركتاب ((بيان العلم وفضله)) اهـ.
والخبر الذى عناه ذكره ياقوت الحموى فى ((معجم الأدباء)) فقال: ((وعن أبي عمران قال: كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع، فبعث غلامه إلى أبي عَبْدِ اللهِ بنِ الأَعْرَابِى يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام، فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي معهم أتيت، وقال الغلام: وما رأيت عنده أحداً، إلا أني رأيت بين يديه كتباً ينظر فيها، فينظر في هذا مرة وفي هذا مرة!، ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أيوب: إنه ما رأى عندك أحداً، وقد قلت له: أنا مع قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي أتيت!، فأنشد ابنُ الأَعْرَابِى:
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَا مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
فَلا فِتْنَةٌ تُخْشَى وَلا سُوءُ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتُ أَمْوَاتٌ فَلَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَاوقال أبو بكر الخطيب فى ((تقييد العلم)) (ص143): أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشيرازي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الْفَقِيهِ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمدٍ الْجِيرَنْجِي سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ الْبَرَزِي يَقُولُ: عُوتِبَ بعضُ الأدباء على لزومه منزله، وتركه محادثة الرجال، فأجاب بجوابٍ مدح فيه كُتُبَه، فقال (من الطويل):
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ رَأْيهِمْ عِلْمِ مَا مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَأدِيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
بِلا مُؤْنَةٍ تُخْشَى وَلا سُوءِ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَا
فَإِنْ قُلْتَ هُمْ موتى فَلَسْتُ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتُ أَحْيَاءٌ فَلَسْتُ مُفَنّدَا
يُفَكرُ قَلْبِي دَائِبَاً فِي حَدِيثِهُمْ ... كَأنَّ فُؤادِي ضَافَهُ سُمّ أَسْوَدَا وقال عبد الرزاق البيطار فى كتابه ((حلية البشر فى تاريخ القرن الثالث عشر)): وقيل فى أمثالهم:
لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَلِبَّاءُ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
إِذَا مَا خَلَوْنَا كَانَ حُسْنُ حَدِيثِهِمْ ... مُعِينَاً عَلَى نَفْي الْهُمُومِ وَمُسْعِدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَنْ مَضَى ... وَعَقْلاً وَتَهذيبَاً وَرَأياً مُسَدَّدَا
فَلا غِيبَةٌ تُخْشَى وَلا سُوءُ عِشْرَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانَاً وَلا يَدَاوممن أودعها كتابه بلا نسبةٍ لقائلٍ: الزمخشرى فى ((ربيع الأبرار ونصوص الأخبار))، والحسن بن مسعود اليوسى فى ((زهر الأكم فى الأمثال والحكم)).
وأما أبو الفرج بن النديم، فقد نسبها لكلثوم بن عمرو العتابى، فقال فى ((الفهرست)) (ص16): ولكلثوم بن عمرو العتابي:
لَنَا نُدَمَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ ... أَمِينُونَ مَأمُونُونَ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
يَفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمِ مَنْ مَضَى ... وَرَأياً وَتَأدِيبَاً وَأَمْرَاً مُسَدَّدَا
بِلا عِلَّةٍ تُخْشَى وَلا خَوْفِ رِيبَةٍ ... وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ بَنَانَاً وَلا يَدَا
¥