تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَإِنْ قُلْتَ هُمْ أَحْيَاءُ لَسْتَ بِكَاذِبٍ ... وَإِنْ قُلْتَ هُمْ مَوتَى فَلَسْتَ مُفَنّدَا

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 01 - 05, 10:29 ص]ـ

الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ الْقَائِلِ إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى.

وبعد .. وذكر جامع الديوان فى القسم الثانى مما نُسب له ولغيره من قافية العين، شعراً فى مكارم الأخلاق ومواساة ذوى الحاجات.

فقال: وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:

إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَخْلاقِ لا أَسْتَطيِعُهَا

أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وعَشِيرةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا

فَلَوْ طَاوَعَتْني بالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَجَادَ عَلَيْهَا بالنَّوالِ رَبِيعُهَاقلت: وهذه الأبيات مما يختار فى مكارم الأخلاق وينتقى، ولذا أودعها أصحابُ المختارات مجامعَهم، كما فعل القرشى النجفى فى ((حماسته)) التى ضاهى بها ((حماسة أبى تمام)). ولكنها ليست لابْنِ الْمُبَارَكِ، وإنما كان يُنشدُها مستحسنَها من شعرِ مَنْ سبقَه.

قال أبو عبد الله بن الجرَّاح فى ((كتاب الورقة)) (ص23:22): حدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَلِيٍّ حدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ حدَّثَنَا حبَّان بْنُ مُوسَى المروَزيُّ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يُنشدُ:

إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَخْلاقِ لا أَسْتَطيِعُهَا

أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وعَشِيرةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا

فَلَوْ طَاوَعَتْني بالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَجَادَ عَلَيْهَا بالنَّوالِ رَبِيعُهَاوالأبيات للمعذل بن غيلان بن الحكم العجلى، كما جزم بذلك أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزى فى ((أمثال الحديث)).

قال أبو محمد الرامهرمزى ((أمثال الحديث)) (ص44) تعليقاً على حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ الْخَيْرَ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلا آكِلَةَ الْخَضْرَاءِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا، اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ، وَبَالَتْ، وَرَتَعَتْ،وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ، مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ، وَالْيَتِيمَ، وَابْنَ السَّبِيلِ)).

قال أبو محمد: والربيع فصل من الزمان مختلف فيه، ويسمى المطر بعينه ربيعاً، ويقال للرجل الجواد الكثير المعروف الفائض الخير ربيعٌ، ويجمع معنى الخصب والسعة والخير، كما قال المعذل بن غيلان:

أَرَى خَلَّةً فِي صُحْبَةٍ وقَرَابَةٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كُنْتُ مِمِنْ يُضِيعُهَا

وَلَوْ سَاعَدَتْنِي بِالْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَفَاضَ عَلَيْهِمْ بالنَّوالِ رَبِيعُهَاوكذلك نسبها إليه أبو الفرج الأصبهانى فى ((الأغانى)) (13/ 253) فى ترجمة ابنه عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم بن البختري بن المختار بن ذريح بن أوس بن همام بن ربيعة العجلى، قال: ((وكان أبو عبد الصمد المعذل، وجده غيلان شاعرين، وقد روى عنهما شيء من الأخبار واللغة والحديث ليس بكثير، والمعذل بن غيلان هو الذي يقول:

إِلَى اللهِ أَشْكُو لا إِلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... أَرَى صَالِحَ الأَعْمَالِ لا أَسْتَطيِعُهَا

أَرَى خَلَّةً فِي إِخْوَةٍ وَأَقَارِبٍ ... وذِي رَحِمٍ مَا كَانَ مِثْلِى يُضِيعُهَا

فَلَوْ سَاعَدَتْنِي فِى الْمَكَارِمِ قُدْرَةٌ ... لَفَاضَ عَلَيْهِمْ بالنَّوالِ رَبِيعُهَاأنشدنا ذلك له علي بن سليمان الأخفش عن المبرد. وأنشدناه محمد بن خلف بن المرزبان عن الربعي أيضاً.

قالا: وهو القائل:

وَلَسْتُ بِمَيَّالٍ إِلَى جَانِبِ الْغِنَى ... إِذَا كَانَتْ الْعَلْيَاءُ فِي جَانِبِ الْفَقْرِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير