تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:20 م]ـ

و خلاصة ما سبق:

تبيّن ضعف مأخذ من أنكر الدرس يوم الجمعة. و منها حديث " النهي عن التحلق "، حيث أن الشيخ الألباني رحمه الله نفسه يقول – كما في " الثمر المستطاب " (1/ 683) -:

ثم إن الحديث قد رأيت اختلاف العلماء في علة النهي فيه عن التحلق و لا يمكن البت في شيء من ذلك لعدم وجود النص عن المعصوم، و لكنه بإطلاقه يشمل كل تحلق و لو كان للعلم و المذاكرة.اهـ

قلت: و مهما أُطلق الحديث و عُمّم و أُرسل، فإنه خارج موضع النزاع، لأن درس الجمعة ليس فيه حلقة أصلا.

و من مآخذهم دعوى التشويش على المصلين، و هذا منقوض بالواقع. و سبب تهافت مثل هذه الدعوى هو عدم استيعاب تصور المسألة قبل إصدار الحكم فيها. فالدرس الذي هو عندنا مثلا، ليس فيه شيء مما ذكر من التهويش و التهويل.

فالناس هنا قد ألفوا هذه الدروس فأخذوا لها أهبتها من التبكير، و رتبوا أوقاتهم لصرفها في وظائف هذا اليوم العظيم. فهم سعداء بسماع العلم و متسابقون إلى الأماكن الأولى من الصفوف المقدّمة. في أجواء مفعمة بالسكينة، و الإيمان و الطمأنينة.

و كم نبهت هذه الدروس من غافل، و حجزت عن الردى من مغامر , و كم أحيت للخير من رموس في نفوس قد درست، و نفخت من روح في أرواح قد يئست. ثمارها يانعة لا ينكرها ذو بصر، و ظلالها وارفة لا يفتقدها ذو بصيرة.

و أما دعوى البدعية فمن أوهن ما تشبثوا به، و قد لاح للعيان بالأدلة و البرهان، وهاء ذلك المتّكأ، و تهافت أركانه. و كم من عمل رُمي بالبدعة و هو من صميم السنة. بسبب ضيق الأفق و الرغبة في دفع غير المألوف.

فالدرس يوم الجمعة مشروع، و فاعله سلف متبوع. و هو لا يخرج عن وظائف ذلك اليوم، بل هو من أولاها و أرجاها. فكيف يوعد بالآثام من درس العلم و بين الحلال و الحرام، و دل الناس على الخير و كشف الشبه و الأوهام؟

و لكن لتعلم أن الدرس ليس له تعلق بأحكام الجمعة، فهو لا يؤثر فيها وجودا و لا عدما. و إنما علاقته باجتماع الناس و حاجتهم إلى بيان أمور دينهم. فلا بأس للإمام حينئذ أن يوظف هذا الإجتماع بإلقاء الدرس عليهم و تفقيههم في دينهم مراعاة للمصلحة و انتهازا لاجتماعهم.

كما أن الدرس لا يحرم أثناءه الكلام و لا الصلاة و لا الذكر. فمن رغب في شيء من ذلك فعل، و لا يحول الدرس بينها و بينه.

هذا، و قد يعمد أحدهم إلى مصحف خلال الدرس، لا ليقرأ و لكن ليخالف و يعرض عن الدرس. و هذا ليس من خلق المسلمين و لا من هدي النبي الأمين صلوات ربي و سلامه عليه.

فعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه:

" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس فى المسجد و الناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – و ذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأما أحدهما فرأى فرجة فى الحلقة فجلس فيها، و أما الآخر فجلس خلفهم، و أما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، و أما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه "

قال المهلب رحمه الله: فيه من الفقه؛ أن من جلس إلى حلقة فيها علم - أو ذكر - أنه فى كنف الله و في إيوائه، و هو ممن تضع له الملائكة أجنحتها، وكذلك يجب على العالم أن يؤوى من جلس إليه متعلما لقوله: " فآواه الله ".

و فيه من الفقه أن من قصد العلم و مجالسه، فاستحيا ممن قصده، و لم يمنعه الحياء من التعلم و مجالسة العلماء، أن الله يستحى منه فلا يعذبه جزاء استحيائه.

و فيه أيضا أن من قصد العلم و مجالسه ثم أعرض عنها، فإن الله يعرض عنه، و من أعرض الله عنه فقد تعرض لسخطه، ألا ترى قوله: {واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها} [الأعراف: 175]، و هذا انسلخ من إيواء الله بإعراضه عنه.اهـ

ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:21 م]ـ

و ها هو البحث في ملف وورد لمن رغب في تحميله:

ـ[توبة]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:58 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[20 - 03 - 08, 03:18 ص]ـ

الاخ عبد الوهاب بارك الله فيك وهلا رددت على سؤال الاخ الخليفي جزيت خيرا

ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:08 م]ـ

الموعظة والدرس ـ قبل الصلاة وبعدها ـ بدعة يوم الجمعة

تكفي الخطبة يوم الجمعة ولا استدراك على الشارع بإحداث مواعظ في هذا اليوم كما يفعله الوعاظ الجهال الذين لايملكون من العلم شيئاً الا مجرد الرقائق والمواعظ بالأحاديث المنكرة والضعيفة والموضوعة والقصص المكذوبة لتخويف الناس بقصد عودتهم للدين الاسلامي بماهو مخالف له0

ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:32 م]ـ

أما وسع الوعّاظ إلاّ أن يوعظوا قبل خطبة الجمعة ....

رحم الله علماءنا رحمة واسعة وجمعنا بهم في جنات نعيم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير