تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - أما اثر ابن عمر عن نافع , عن ابن عمر: أنه كان يتربع ويستوي في مجلسه يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام , فإن صحّ فليس فيه التصريح بالتحديث والتدريس وإنما الذي فيه أن ابن عمر كان يستوي في مجلسه متربعاً انتظاراً لخروج النبي صلى الله عليه وسلم للخطبة فيقترب منه لاستماع الخطبة لحصول الأجر والثواب ,, فلم يبق للمنصف إلا أن يذعن للحق ويتبع الدليل فيجتنب ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم من فعل الدرس قبل الجمعة حذراً من قوله تعالى:" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم. . "

وقوله عليه الصلاة والسلام: " ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيئ فأتو منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيئ فدعوه. . " (أخرجه أحمد ومسلم , والنسائي من حديث أبي هريرة).

وانت تعلم بأن خطبة الجمعة يطلب تقصيرها , فكيف يضاف إليها هذا الدرس؟ , وقد كانت خطبه صلى الله عليه وسلم كلمات قلائل طيبات , فكيف إذا كان المدرس ذا شهوة في الكلام؟ , يطيل الدرس ويطيل الخطبة معاً , ويقصر الصلاة خلاف المطلوب؟ , وكيف غذا كان الدرس إلى اللغو أقرب منه للنافع من الحديث؟ فصار كالشيئ المحتوم لا بد منه , يقوم به من حضر , على أن هذا الدرس ولو كان نا فعاً فيما يبدو للناس , فإن الذي نعقله من ديننا أن المخالفة لا يترتب عليها نفع , ولا يبارك الله فيها , وقد ترتب على المواظبة على هذا الدرس أن أصبح بعض الناس يرى وجوبه , ويلوم من تخلف عنه , ويسميه بعضهم الخطبة الأولى , وقواعد المذهب المالكي فيها ترك المستحب أحياناً إذا خشي أن يعتقد وجوبه.

فإن قلت: قال ابن القاسم في (المدونة 1/ 138):" رايت مالكاً والإمام يوم الجمعة على المنبر قاعد , ومالك متحلق في أصحابه قبل أن يأتي الإمام , وبعد ما جاء يتحدث ولا يقطع حديثه ولا يصرف وجهه إلى الإمام , ويقبل هو وأصحابه على حديثهم كما هم حتى سكت المؤذن , فإذا سكت المؤذن وقام الإمام للخطبة تحول هو وجميع أصحابه إلى الإمام فاستقبلوه بوجوههم " ,

قلت: يظهر أن الإمام لم يبلغه الحديث , ومقامه من الاتباع معروف , والله أعلم , وانظر عارضة الأحوذي لابن العربي مع سنن الترمذي 2/ 119.

فترك هذا الدرس هو الحق , وبه افتى كثير من أهل العلم ممن يعتد بكلامهم , وقد يسكت عنه إذا فعل لحاجة عارضة , أو يرغم عليه الإمام كما هو الحاصل.

والله أعلم

ـ[كريم أحمد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:12 م]ـ

5 - أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يتخذ هذا التحديث سنة راتبة يفعلها كل جمعة يلزم الناس بها ويدعوهم إليها ولم تصبح شغله الشاغل في كل جمعة كما هو حال مشايخ بلادنا اليوم وإنما كان يفعل ذلك أحياناً لحاجة كأن يُسأل عن أمر شرعي أو يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفاً من كتم العلم ونحن لا نمنع فعل الدرس أحياناً إذا دعت الحاجة لذلك.

أين الدليل على ذلك؟

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[28 - 03 - 08, 09:29 م]ـ

ومما يستغرب قول أبي بكر الخطيب - رحمه الله- وهو يوجه معنى الحديث المتقدم في كتابه (الفقيه والمتفقه 2/ 130) قال: " هذا الحديث محمول على أن تكون الحلقة بقرب الإمام , بحيث يشغل الكلام فيها عن استماع الخطبة , فأما إذا كان المسجد واسعاً والحلقة بعيدة عن الإمام بحيث لا يدركها صوته , فلا بأس بذلك , وقد رأيت كافة شيوخنا من الفقهاء والمحدثين يفعلونه , وجاء مثله عن عدة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ", ثم روى بسنده عن معاوية بن قرة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مزينة , ليس فيهم إلاّ من طعن أو طعن , أو ضرب أو ضرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا , ولبسوا من صالح ثيابهم , وشمّوا من طيب نسائهم , ثم أتوا الجمعة وصلوا ركعتين , ثم جلسوا يبثون العلم والسنة حتى يخرج الإمام " , فانظر سنده , أمّا متنه ففيه نكارة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير