تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[العبدلي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 09:51 م]ـ

هذا ما علقت به على ما كتبه مهية ويسبقه دائما قال المقري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه أجمعين.

شدد بعض العلماء في حكم الدرس الذي يقام في بعض البلدان يوم الجمعة قبل الصلاة. حتى ذهب فيه مذهبا عنيفا، و انتهج فيه مسلكا مصادرا، خالف فيه القواعد و الأصول؛ فشنع و بالغ، و أنكر إلى حد التأثيم و التبديع.

و لما كانت المسألة بهذه الحساسية و الخطر، و ما يترتب عن القيل فيها من أثر. خاصة و أن بعض المنكرين لها - كالشيخين الألباني و العثيمين رحمهما الله - لهما وقع في النفوس، و منزلة في القلوب تجعل ما يصدر عنهما أمرا غالبا. فإني رأيت أن أعرض فتواهما كاملة من غير تنقيص، حتى يتسنى النظر للمتأمل، و يمكن من التبصر كل متعلل. ثم يكون الرد بما يناسب المقام، و الجواب على قدر ما يفتح به الملك العلام.

قال المقري:الخطر يأتي ممن يرمون المتمسك بالكتاب و السنة بالمصادرة و مخالفة القواعد بل و الأصول و بالتشنيع و المبالغة و إلصاق تهمة التقليد به مدعين في ذلك الذب عن السنة و التحقيق العلمي الذين هم منه بمسافات.

وكان الأولى بهم لو كانوا من أهل البحث العلمي أن يعترفوا على الأقل بصعوبة التحقيق في المسألة و قوة مذهب المخالف و إن كان خطأ في رأيهم لأن له أدلة تثبت قوله تجعل الحق في جانبه أو على الأقل أنه ليس بالبعيد عن الحق. لأن الأدلة متعارضة في نظرهم و الجمع بينها يختلف من ناظر إلى آخر.

و ليست مسألة الدرس المبتدع من المسائل العويصة التي تشكل على من رزقه الله حلاوة الفهم ولذة الإتباع بل هي مشكلة لمن اعتقد شيئا ثم حاول مصادرة النصوص ومخالفة قواعد المحدثين في التصحيح و التضعيف ضاربا بأصول الجمع بين الأدلة عرض الحائط حتى يثبت ما يهواه و يزين للقارئ ما يراه.

و إني إن شاء الله مزيف في تعقبي ما جاء به مهية،و إن ما جاء به السحر، و إن الله سيبطله. متوكلا في ذلك على قاذف الحق على الباطل فإذا هو زاهق إن الباطل كان زهوقا.

أولا: فتوى الألباني رحمه الله:

فقد سئل الشيخ الألباني - رحمه الله - عن حكم الإجتماع للدرس يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة؟

فأجاب:

الذي نعتقده و ندين الله به أن هذه العادة التي سرت في بعض البلاد العربية و هي: أن ينتصب أحد المدرسين أو الخطباء ليلقي درساً، أو كلمةً، أو موعظةً، قبل أذان الجمعة بنصف ساعة أو ساعة من الزمان. هذا لم يكن من عمل السلف الصالح - رضي الله عنهم -، هذا من جهة. و من جهة أخرى فمن المعلوم لدى علماء المسلمين قاطبة أن هناك أحاديث صحيحة تأمر المسلمين بالتبكير للحضور إلى المسجد الجامع يوم الجمعة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: " من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة و من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة وهكذا حتى ذكر الكبش والدجاجة والبيضة"، ومما لا شك فيه أن حض النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين على التبكير في الرواح يوم الجمعة إلى المسجد الجامع ليس هو لسماع الدرس و إلقائه؛ و إنما هو للتفرغ في هذا اليوم لعبادة الله - عز وجل – و لذكره، و تلاوة كتابه، و بخاصة منه سورة الكهف، و الجلوس للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تحقيقاً لقوله في الحديث الصحيح و المروي في السنن و غيرها ألا وهو قوله - عليه السلام - " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني " قالوا: كيف ذلك و قد أرمت؟ قال: " إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ".

و قد ثبت أيضاً في أحاديث كثيرة مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت تطبيق الصحابة لتلك الأحاديث هو أن أحدهم كان يأتي إلى المسجد يوم الجمعة فيصلي ما بدا له إيماناً وتحقيقاً لقوله - عليه السلام - " من غسل يوم الجمعة و اغتسل و بكر و ابتكر ثم صلى ما بدا له – و في رواية: ما كتب الله له - غفر له ما بينه و بين الجمعة التي تليها ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير