ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:33 م]ـ
فإن سلمنا بما قيل فيه من أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة و ما قال فيه العقيلي من اضطراب في حديث نافع لم يضر حديثنا شيئا إذ أنه ليس من طريقهما.
هذا على رأي مَن لم يسبر الأقوال و يمحص الآراء!
ألا فلتعلم أنّ الكلام الذي في محمد بن عجلان إنما هو عن ثلاثة جهات:
- عن روايته عن المقبُري.
- و عن روايته عن نافع.
- و عن خفة حفظه عموما.
قال أبو زرعة (تهذيب الكمال 26/ 106): " ابن عجلان صدوق وسط " و كذلك وصفه الذهبي في (الميزان) بأنه " وسط في الحفظ "، و ذكره في (المغني) و قال: " غيره أقوى منه ". و قال في الكاشف (2/ 201): " وثقه أحمد و ابن معين وقال غيرهما: سئ الحفظ. قال الحاكم: خرج له مسلم ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد ".
و قال الحافظ في مقدمة الفتح (ج 1 / ص 458): " محمد بن عجلان المدني صدوق مشهور فيه مقال من قبل حفظه، له مواضع معلقة ".اهـ
فانفراده يوجب النظر، خاصة إذا علمنا أنها من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال البغدادي رحمه الله في " الجامع لأخلاق الراوي " (ج 2 / ص 63): و هذا الحديث – يعني حديث التحلق - يتفرد بروايته عمرو بن شعيب ولم يتابعه أحد عليه، و في الإحتجاج به مقال!. اهـ
...
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:37 م]ـ
فكيف أجزت لنفسك أن تقول فيه مقال موهما أن حديثه ضعيف إن هذا من التدليس الذي لا يجوز على طالب الحق أن يتخلق به. ولكن الانتصار للرأي يفعل هذا و أكثر.
أقول لهذا الحِذْلِق: و لكن العمى حين يطمس البصيرة، فإنه يولج صاحبه في مضايق ليس له منها فكاك.
فماذا أنتَ قائل لو أخبرتُك أنّ تلك العبارة قد قالها الألباني رحمه الله في ابن عجلان، و في حديثنا بالذات؟؟؟
ففي " الثمر المستطاب " له (1/ 678) قال – رحمه الله -:
ثم إن محمدا بن عجلان فيه مقال و هو حسن الحديث كما سبق مرارا. و قد تابعه أسامة بن زيد عند أحمد مقتصرا على الجملة الأولى. و أورد الحافظ منه الجملة الثانية و قال: (رواه ابن خزيمة في (صحيحه) و الترمذي و حسنه و إسناده صحيح إلى عمرو فمن يصحح نسخته يصحح)
فلعله عند ابن خزيمة من طريق غير طريق ابن عجلان الذي رواه عنه الترمذي فإن إسنادا فيه ابن عجلان ما أعتقد أن الحافظ يصححه. والله أعلم. اهـ
فهل ستسحب ما قُلتَهُ فيَّ على الشيخ الألباني رحمه الله، كما هو لازم مقدمة كلامك و نتيجته؟ أم أنك تعترف بجهلك و ظلمك فتعتذر إليّ؟؟؟
لك أن تختار في أيّ خاصرتيك تُطعَن!
...
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:39 م]ـ
قال المقري: فإذا نهى عن التجمع كان نهيا عن تعدد الجماعات لا عن التجمع في جماعة واحدة.
و أسألك ما هو الفعل الذي ستستعمله كي تنهى نفرا من الرجال عن تشكيل حلقة.
دعك من الجدال الذي لا يفيدك بحال!
فالحديث ورد بألفاظ ثلاثة؛ " نهى عن التحلق " و " نهى عن الحَلَق" و " نهى عن الحِلَق "، و كلها تفيد الجمع. و " التحلق " عند العرب هو الجلوس جماعات مستديرة.
قال في " تاج العروس " (1/ 6264): تَحَلَّقوا: إِذا جَلَسُوا حَلْقَةً حَلْقَةً، منه الحَدِيثُ: " نهى عن التحلّق قَبْلَ الصَّلاة ". و في " لسان العرب " (10/ 58): الحِلَقُ - بكسر الحاء و فتح اللام - جمع الحَلْقة مثل قَصْعة و قِصَعٍ، و هي الجماعة من الناس مستديرون كحلْقة الباب و غيرها. و التَّحَلُّق تفَعُّل منها، و هو أَن يتَعمَّدوا ذلك. و تَحلَّق القومُ جلسوا حَلْقة حَلْقة.اهـ
...
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:42 م]ـ
و إني لأخشى أن يأتي يوما ما غيرك فيقول إنما نهى عن كون المصلين في شكل حلقة و أما في حالتنا فالمصلون يشكلون صفوفا.
بل أنا مَن يقول هذا، و لا أنتظر مَن يأتي مِن بعدي! و هذا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يشهد لي بذلك!
ففي " صحيح " مسلم (996) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " ... ثم خرج علينا فرآنا حِلَقًا فقال: «ما لي أراكم عزين؟» قال: ثم خرج علينا فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟». فقلنا: يا رسول الله و كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوف الأول و يتراصون فى الصف».
فهذا الحديث نص - لمن سلم عقله - في المفارقة بين الصف و الحلقة!
...
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:45 م]ـ
قال المقري:فأنت تنهى إذا عن تعدد الحلق في المسجد في غير يوم الجمعة قبل الخطبة. و لا أراك ستجيب بالإيجاب لأن هذا سيبين فساد قولك.
بل فسادُ قصدك هو الذي أرداك في التخبط و الأوهام!
أنا لا أنهى و لا آمر. فنحن أمام حديث في صحيح مسلم ينص على كراهة الجلوس حلقا في انتظار الصلاة و يأمر بالإصطفاف.
و حديث عمرو بن شعيب ينص على كراهة ذلك أيضا، و لا فرق بين الحديثين إلا من جهة التأكيد على الجمعة.
فأنت تستحسن و تستقبح من قِبَل هواك. و ما اعتبرتَه قولا فاسدا هو قول نخبة من علماء الأمة.
قال النووي رحمه الله: معناه النهي عن التفرق والأمر بالإجتماع. اهـ
و قال الخطابي: يريد فرقا مختلفين لا يجمعكم مجلس واحد.
و قال الطيبي: هذا إنكار منه على رؤية أصحابه متفرقين أشتاتا، والمقصود الإنكار عليهم كائنين على تلك الحالة يعني لا ينبغي أن تتفرقوا ولا تكونوا مجتمعين بعد توصيتي إياكم بذلك.اهـ
و قال الألباني رحمه الله في " الثمر المستطاب " له (1/ 791): قلت: هذا الحديث ليس فيه إنكاره عليه الصلاة والسلام تحلقهم مطلقا بل إنما أنكر عليهم تفرقهم حلقا حلقا وهذا هو معنى قوله: (عزين).اهـ
...
¥