ولو قال قائل: أن الصواب ما في طبعة شاكر؛ لخبرته بالمخطوطات،وعلمه الواسع خصوصا في الروايات، لكان قوله أولى، وأحق. ثم إن حاصل الأمر أن في بعض مخطوطات الطبري (ابن عمرو)، وبعضها (ابن عمر) وترجح عندي كما هو راجح عند الشيخ المحقق المحدث أحمد شاكر في هذا الموضع (ابن عمر)، وهذا يكثر في الروايات ولا غرابة فيه.ثم التذرع بأن البيهقي أشار إلى تضعيف رواية من قال عبد الله بن عمر مردود بل هو ضدكم، فإن البيهقي رواه من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال:"سألت عبد الله بن عمرو".
ثم علق البيهقي فقال:"كذا قال عبد الله بن عمرو" فهذا استغراب من البيهقي، فكأن الأثر معروف عن عبد الله بن عمر، وليس ابن عمرو , ولذا استغرب البيهقي وقال: " كذا قال عبد الله بن عمرو , وقيل عبد الله بن عمر". أي على الأصل والأشهر فتنبه.
والحاصل: لا أعلم أحدا من أهل العلم يرد الروايات الثابتة بمثل هذا , فهما أثران صحيحان ثابتان عن ابن عمر، وابن عمرو أيضا.
ثم هب أني سلمت لك، أن الصواب عن عبد الله بن عمرو.
فأين المشكلة؟!
فهو باعترافك أثر صحيح ثابت،والاختلاف في اسم الصحابي لا يضر، وبالتالي تثبت دلالته على ما قررته عن حد مزدلفة من خمسة أوجه، قررتها بطولها في رسالة مزدلفة، وهي دلالة واضحة، والحمد لله.
ولذا فإن الباحث طول البحث فيما لا طائل فيه , فالأثر ثابت , والاختلاف في اسم الصحابي لا يضر. فثبتت دلالته.
ولذا أطالب القراء بقراءة كلامي كاملا؛ليطلعوا على أوجه الدلالة وصراحتها بدل البحث الطويل بإثبات أن اسم الصحابي عبد الله بن عمرو لا عبد الله بن عمر
سلمنا أنه عبد الله ابن عمرو فكان ماذا؟!.
لعلي أنقل أولا كلامي السابق في الرد حتى تتضح المسألة
ذهب الشيخ عبدالعزيز الحميدي حفظه الله إلى التفرقة بين الأثر المروي عن عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عمر من رواية عمرو بن ميمون، وهذا التفريق فيه نظر، فالصواب أن عمرو بن ميمون يرويه عن عبدالله بن عمرو بن العاص فقط، أما الرواية التي عن عبدالله بن عمرو فهي وهم.
وهذا سياق الروايات من المصادر التي روته:
في مصنف ابن أبي شيبة - (3/ 807)
- حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: سألت عبد الله بن عمرو عن المشعر الحرام؟ فسكت حتى إذا تهبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة، قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ هذا المشعر الحرام.
تفسير ابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 39)
1889 - حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، ثنا وكيع، عن أبيه، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: "سألت عبد الله بن عمرو عن المشعر الحرام، فسكت حتى إذا هبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة، قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ هذا المشعر الحرام".
تنبيه:
وكيع يرويه عن إسرائيل عن أبي إسحاق كما عند ابن أبي شيبة في المصنف، وأما زيادة (عن أبيه) كما جاء في مطبوعة تفسير بن ابي حاتم فقد تكون خطأ.
تفسير الطبري - (ج4 / شاكر176)
3806 - حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، قال: أخبرنا أبي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: سألت عبد الله بن عمر عن المشعر الحرام، قال: إذا انطلقت معي أعلمتكه. قال: فانطلقت معه، فوقفنا حتى إذا أفاض الإمام سار وسرنا معه، حتى إذا هبطت أيدي الركاب، وكنا في أقصى الجبال مما يلي عرفات قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ أخذت فيه! قلت: ما أخذت فيه؟ قال: كلها مشاعر إلى أقصى الحرم.
3807 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل= وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل= عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: سألت عبد الله بن عمر؟؟، عن المشعر الحرام قال: إن تلزمني أركه. قال: فلما أفاض الناس من عرفة وهبطت أيدي الركاب في أدنى الجبال، قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ قال: قلت: ها أنا ذاك، قال: أخذت فيه! قلت: ما أخذت فيه! قال: حين هبطت أيدي الركاب في أدنى الجبال فهو مشعر إلى مكة.
تنبيه:
وكيع يرويه عن إسرائيل عن أبي إسحاق كما عند ابن أبي شيبة في المصنف، وأما زيادة (عن أبيه) كما جاء في مطبوعة تفسير بن ابي حاتم فقد تكون خطأ.
تفسير الطبري - (ج4 / شاكر176)
¥